هذه القدرة التي لا تستنفد على أن يكون مرحا ويضحك ويعقد الصداقات بسرعة!
انتفع أبي من موهبته في كسب ود الآخرين عدة مرات عندما كان في طريق عودته من الحرب، واحتفظ في مذكراته عن نهاية الحرب بأسماء الذين ساعدوه في محنته بعناية. كان عليه أن يدفع ثمن تذكرة العبارة التي أقلته عبر نهر الدانوب، ودفعها عنه شخص يدعى ألفونس ماير من ريد في إنكرايس. أما في أورفار فقد حصل على قطعة خبز من إيفالد فيشر وجيدو أورزينجر من كينيلباخ، وقام شخص آخر بتزييف شهادة خلوه من القمل كي يسمح له بالرقود تحت سرير سيارة الإسعاف: زيجفريد نوسكو من دورنبيرن. وتقاسم رجل معه وجبته: معلم الموسيقى فرانتس جروبر من بريجينتس، الذي كان يعزف للأمريكيين موسيقى للرقص. •••
كان الجميع يفشل في رسم صورة لأبي، ولكن ربما لم ينجح أب مثله في أن يفي بالصورة التي يرسمها الأطفال لأبيهم.
ماذا عساه يحكي لي عن المرض، لو عاد من هناك كما فعل ريب فان فينكل بعد عودته من الليلة التي استمرت عشرين عاما وهو يلعب «البولينج»؟ بالتأكيد كنا وقتها سنستطيع أن نتحدث بصورة مختلفة معا، بانفتاح ومباشرة وذكاء أكثر.
وأبناؤه - هذا ما اتضح - سيتعلمون من الأحداث بشكل أو بآخر. •••
من الواضح، أن الأحداث قد تركت أثرا عميقا فينا. •••
بعد أعوام من الانفصال والاستقلال سامحته زوجته على زيجتهما الفاشلة، وتحققت رغبته في علاقة تدوم مدى الحياة لدرجة ما.
فقبل أيام كان يجلس في البيت على كرسي في المطبخ، ثابتا في مكانه، وأمي تقص له شعره. •••
خصوصا في العلاقات العائلية والثنائية نعرف أحاسيس سارت في مسارات «ملتوية ومتعرجة وحلزونية». •••
كثيرا ما أرى في هذا الإنسان المسكين الذي سرق منه عقله أبي الذي كنت أعرفه في الأيام الخوالي. عندما كانت عيناه تريانني بوضوح ويبتسم لي، وهو الأمر الذي كان يحدث لحسن الحظ كثيرا، كنت أعرف أن الزيارة قد آتت ثمارها بالنسبة إليه أيضا.
Unknown page