Makhtutat Masrahiyyat Cabbas Hafiz
مخطوطات مسرحيات عباس حافظ: دراسة ونصوص
Genres
24
والغريب أننا وجدنا ملخصا منشورا لهذه المسرحية في إحدى الصحف، يتشابه إلى حد ما مع بعض الخطوط الرئيسية لمسرحية «قابيل»، رغم إقرار الصحف بأن مسرحية «قابيل»، مسرحية مؤلفة!
وملخص المسرحية المنشور، يصفها بأنها «رواية جليلة يلتقي فيها والد عظيم وابن مجرم نزق، يحاول أن يغري أباه باستخدام نفوذه لكتم جرمه، فيصمم الأب على تسليم ابنه للعدالة حفظا لسمعته ومنصبه. ولكنه يعود بحكم الأبوة فيصفح عنه على شريطة أن يرحل مجاهدا للتكفير عن ذنبه، ثم يقدم الأب العظيم استقالته من منصبه الذي لا يستطيع إشغاله وعلى ضميره وقر كهذا.»
25
أما مسرحيته السابعة والأخيرة فكانت «نبي الوطنية» لبون لوازون، عرضتها فرقة جورج أبيض على مسرح برنتانيا في يناير 1925، وقام ببطولتها جورج أبيض، دولت أبيض، حسين رياض، بشارة واكيم، منسي فهمي، عباس فارس، عبد الفتاح القصري، أحمد نجيب، يوسف حسني، جميلة سالم.
26
وموضوع هذه المسرحية يتشابه أيضا مع موضوع مسرحيتي «قابيل» و«زعيم الشعب»! وكأن عباس حافظ لا يؤلف ولا يعرب ولا يترجم إلا المسرحيات الملتهبة بحب الوطن والتضحية في سبيله بكل عزيز، والتمسك بالمبدأ مهما كان الثمن المدفوع!
فمسرحية «نبي الوطنية» تدور أحداثها حول النائب الوطني بودوان، الذي رفض منذ زمن منصب الوزير، من أجل الدفاع عن مبادئ حزبه، وفضل أن يكون حرا طليقا من قيود الوزارة. وتنتشر في البلدة فضيحة رشوة كبيرة يتهم فيها بعض كبار القوم، فيقبل بودوان منصب الوزير من أجل تطهير البلدة، ويبدأ عمله بقضية الرشوة، فيتضح له أن ابنه من أكبر المتورطين فيها. ويحاول بعض المسئولين الضغط عليه كي لا يفضح ابنه، الذي أصبح نائبا في البرلمان، وإشفاقا على أمه وعلى نفسه باعتباره أبا قبل كل شيء. ولكن بودوان ينسى عاطفة الأبوة، وينسى تضرعات زوجته ويعلن على الملأ أن المجرم في حق وطنه هو ابنه وفلذة كبده، وكان في استطاعته أن يكتم السر، ولكن الإيمان بالوطن عنده كان المقام الأول، وكل ما في العالم من اعتبارات يجب أن يطرح ويمتهن!
ومن حسن الحظ، أن هذه المسرحية شاهدها أحد نقاد ذاك الزمان - ممن نثق في رأيهم وكتاباتهم - وهو محمد عبد المجيد حلمي، الذي كتب كلمة عن أسلوب عباس حافظ في الترجمة، تعكس لنا قيمة ترجماته، ونظرة النقاد لها في زمنها. حيث قال الناقد: «ترجم هذه الرواية الحية، الأديب عباس حافظ، وأنت تعرف كتابته، ولغته، فليس في مصر أديب لم يقرأ له، وليس في مصر متأدب لم يتذوق حلاوة تلك اللغة الموسيقية البديعة، فإذا نجحت الرواية - وقد نجحت - فلا أقل من أن تقول إن لعباس حافظ فضلا كبيرا في نجاحها. فقد سارت الرواية متسقة على نمط واحد من الإبداع، وفي قوة متناسبة بين إحكام الموضوع، وإحكام الوضع المسرحي، وإحكام الترجمة، وإحكام التمثيل! ولقد يعيب بعضهم هذه اللغة الفخمة التي ترجم بها عباس حافظ، وهم معذورون، فقد ألفوا اللغة الدارجة على المسرح، وتعودوا العامية، وما فوقها، وما دونها. وإذن فقد كان لا بد من إدخال هذه اللغة الفخمة الرائعة في المسرح ولو بين حين وحين.»
27 (2-3) عباس حافظ ناقدا مسرحيا
Unknown page