6
سلسلة الصخور التي تقع فيها الكهوف.
وحز سبق التعامرة في صدور العلماء، فقاموا بين العاشر والثاني والعشرين من آذار سنة 1952 بحملة منظمة اشتركت فيها مدرسة الأبحاث الكتابية
Ecole Biblique
الفرنسية، ومدرسة الأبحاث الأميركية، وإدارة المتحف الفلسطيني، فمشط العلماء جميع الصخور المطلة على البحر في جبهة طولها ثمانية كيلومترات امتدت من رأس الفشخة في الجنوب حتى حجر السباع في الشمال، وأسفر هذا الجهد المضني عن كشف عشرين كهفا قديما مشحونة بالخزف خالية من المخطوطات، ولم يوفق العلماء إلا إلى كهف واحد في أقصى الشمال هو ذو الرقم الثالث، فيه درجان من النحاس مخطوطان بالحروف العبرية المربعة.
7
والدرجان النحاسيان يحملان تعليمات عن كنوز معينة خبئت في زمن مجهول في أماكن معينة؛ فقد جاء في العمود الأول وفي السطر 6-8 أنه يوجد في الصهريج الكبير في وسط الدار الخارجية 900 مثقال، ويوجد في الصهريج عند أسفل الحصن، في الجهة الشرقية، في مكان محفور في الصخر 600 سبيكة من الفضة (ع2س-10-12)، ويوجد تحت زاوية الرواق الجنوبية عند قبر صدوق وتحت الفلستر آنية بخور من خشب الصنوبر، وآنية بخور من خشب الأكاسية (ع11 س1-4)، ولو أحصينا جميع كميات الذهب والفضة الواردة في هذين الدرجين النحاسيين لبلغلت مئتي طن.
8
ويشك العلماء في هل تنبئ هذه المعلومات بأخبار كنوز حقيقية أو لا.
وفي أواخر صيف السنة 1952 التف لفيف من التعامرة حول أحد شيوخهم يتسامرون، ويتبادلون أطراف الحديث حول هذه الآثار القديمة التي درت عليهم أرباحا بغير حساب، فذكر الشيخ أنه منذ زمن بعيد حين كان لا يزال في مقتبل العمر اتفق له أن طارد حجلا جريحا، ففر من أمامه، واختفى فجأة في ثقب في الصخر لا يبعد كثيرا عن خربة قمران، وأنه تأثره فوجد بعد جهد جهيد أن الثقب مدخل لكهف قديم، فالتقط الحجل وحمل معه سراجا قديما مصنوعا من الخزف، وتلقى الشبان التعامرة هذا الحديث بلهفة وشوق زائدين، ولحظوا بدقة الأماكن التي أشار إليها الشيخ في حديثه، ثم تحركوا آخذين معهم كيسا من القنب وحبالا ومشاعل قاصدين قمران، وما إن وصلوا إلى الهدف حتى تدلوا بالحبال ودخلوا الكهف وبدءوا يحفرون أرضه، وما إن أزاحوا عدة أمتار مكعبة من التراب الذي تراكم في أرض الكهف حتى عثروا على ألوف من فتائت المخطوطات، وبدأ التعامرة بعد ذلك يتوافدون على المؤسسات العلمية في المدينة المقدسة يعرضون ما وجدوا، ويضللون فيما أبدوا من معلومات عن الأماكن التي وجدوا فيها بضاعتهم الجديدة.
Unknown page