14
وهي في النصرانية ذات مفعول ما خطر قط ببال أنها علة جديدة تشرك الإنسان في حياة الله وفي قداسته.
الوجبة المقدسة وسر الشكر
وقد التفت عدد من رجال الاختصاص إلى وجبات الطعام في قمران وأعاروها اهتماما خصوصيا ورأوا فيها ما يوازي سر الشكر عند النصارى، ولا سيما وأن الوثيقة ذات العمودين تذكر وجبة يقدم فيها الخبز والخمر، ويشترك فيها المسيحان الكاهن الأعظم وسليل داود، فيجعلانها ترمز إلى المملكة المسيحية المنتظرة.
15
والواقع أنه ليس بين سر الشكر وهذه الوجبة المقدسة من خصائص مشتركة سوى استعمال الخبز والخمر؛ فالمسيحيون الأولون والمتأخرون يرون في ممارسة سر الشكر، مع بولس الرسول، «إخبارا بموت الرب إلى أن يأتي»، ويرون أيضا مع السيد نفسه أن الخبز الذي يأخذون هو جسد الرب، وأن الكأس التي يشربون هي دمه للعهد الجديد «الذي يهراق عن كثيرين». وليس في الأدب القمراني كله شيء من هذا.
ويشك رجال الاختصاص في أن تكون وجبات الطعام اليومية التي مارسها الحاسيون، كما جاء في تاريخ يوسيفوس وفي كلام فيلون
16
مقدسة؛ فتناول الخبز والخمر فيها كان أمرا عاديا في ذلك العصر، شائعا في جميع الأوساط اليهودية ولمناساب عديدة متنوعة. ويكون عندئذ ورود ذكر الخبز والخمر في الوجبة الكبرى المنتظرة ورودا عرضيا لا جوهريا. ويصبح الأمر المهم في وصف هذه الوجبة تقدم الكاهن الأعظم على المسيح سليل داود.
17
Unknown page