وتبحث الثانية في المأدبة الكبرى التي تقام عند انقضاء الدهر بحضور المسيحين معا؛ المسيح الكاهن الأعظم ومسيح إسرائيل الذي يتحدر من نسل داود. وفي هذه أيضا لا يجوز البدء بتناول الطعام قبل البركة من «المسيحين» المسيح الكاهن أولا ثم مسيح إسرائيل.
19
وجاء في مصنفات فيلون الإسكندري ويوسيفوس المؤرخ وصف لوجبة مشتركة عند الحاسيين يتفق مع ما ذكرنا عما كان عند جماعة قمران.
20
ولجأت بعض الأخويات الوثنيات إلى مثل هذه المأدبات المقدسة، ولكن الفارق بين ما مارسه الحاسيون وبين سر الشكر عند المسيحيين ظلا كبيرا جدا؛ فالمسيحيون اتحدوا بالمسيح لتقديس النفس والجسم، أما الحاسيون، فإنهم لم يروا في مأدبتهم سوى نموذج سابق لما توقعوا حدوثه عند انقضاء الدهر.
21
وقضى القمرانيون ليلهم في قراءة الكتاب وتفهم معانيه وأحكامه، فانقسموا أثلاثا، فقرأ كل ثلث منهم ثلث الليل، ثم أفسح المجال لغيره بعده، فأحيوا بذلك الليل كله قارئين مستمعين متعظين مصلين
22
متممين ما قاله الرب إلى يشوع (1 : 8): «لا يبرح سفر هذه التوراة من فيك، بل تأمل فيه نهارا وليلا لتحفظه وتعمل بكل المكتوب فيه، فإنك حينئذ تقوم طرقك، وحينئذ تفلح.»
وقلب آخرون طرفهم في السموات، وسامروا النجوم ورقبوا الكواكب ورعوها ليتبينوا خطة الله فيها، وكتبوا في ذلك ودونوا. فهنالك درج يتضمن أثر النجوم والكواكب في مصير الإنسان جسدا وعقلا. وهنالك ما يبحث في تغييرات الطقس وآثارها في الحوادث الجارية: فبرقة أو رعدة معينة قد تنبئ بوصول غريب إلى قمران أو بوقوع حادث غير عادي.
Unknown page