خربة المرد
وسبق التعامرة العلماء إلى خربة المرد أيضا، فتسربوا في صيف السنة 1952 إلى كهف تحت الأرض في خربة المرد، وحملوا منه مخطوطات عرضوها للبيع في بيت المقدس، وخربة المرد هذه هي مردة
Marda
الروم وقسطلهم
Kastellion ، ومردة بالآرامية هي القسطل باليونانية أو القلعة، وهي هيركنيون
Hyrcanion
الآشمونيين، وقلعتهم الشهيرة لا تبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن دير مار سابا.
وكان النقيب البلجيكي فيليب ليبنس الذي اشترك في أعمال الاستكشاف في السنة 1949 قد عاد إلى وطنه، وتولى التدريس في جامعة لوفان، وكان لا يزال يتابع أخبار قمران ومخطوطاتها، فأقنع إدارة جامعته، وأطل في السنة 1953 وزميله الأب دي لانغ
de Langhe ، فتوليا أمر التنقيب في خربة المرد، فتبين لهما أن هذه الخربة حوت ركام دير مسيحي قام على أطلال قلعة هيركانية في القرن الخامس، واستمر عامرا حتى القرن التاسع بعد الميلاد، فهنالك أرض كنيسة غشيت بالفسيفساء، وآثار عدد من الصوامع وقبور الرهبان. أما الأسفار الخطية التي وجدت في هذه الخربة فإنها جاءت باليونانية وبلهجة آرامية تعرف باللهجة الفلسطينية المسيحية. وهي أجزاء من سفر يشوع وإنجيلي متى ولوقا وسفر الأعمال، ورسالة بولس إلى أهل كولوسي. وهذه هي المرة الأولى التي ترد فيها بعض هذه الأسفار بالآرامية. وهنالك رسائل عادية بالآرامية والعربية إحداها لشخص يدعى جبرائيل وجهها في القرن السابع إلى رئيس هذا الدير والأسياد والآباء فيه، وإليك تعريبها:
من المبارك بالرب والخاطئ جبرائيل إلى رئيس دير أسيادنا وآبائنا: إني أرجو أن ترفع الصلوات لأجلي؛ لأنجو من العشيرة التي يرتجف منها قلبي. سلام لكم من الآب والابن والروح القدس، آمين.
Unknown page