[مقدمة الناشر]
المؤلف والكتاب في سطور
المؤلف:
هو الحسن الملقب برضي الدين والمكنى بأبي نصر نجل الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (1)، من أعلام القرن السادس الهجري.
كان من أكابر علماء الإمامية، وأجلاء هذه الطائفة وثقاتهم، روى عن والده أمين الدين الفضل الطبرسي، وعنه مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج ردة النيلي. وهو من اسرة علمية تسلسل فيها العلم والفضل.
فأبوه صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن الذي لا يزال حتى اليوم مرجعا لكل طالب تفسير، وصاحب أعلام الورى بأعلام الهدى، وجوامع الجامع وغير ذلك من المؤلفات القيمة.
وولده علي بن الحسن كان من العلماء المؤلفين وهو صاحب كتاب «مشكاة الأنوار» المطبوع في النجف الأشرف سنة 1370، ويمكن اعتبار كتابه تتميما لكتاب والده (مكارم الأخلاق).
كل الذين تحدثوا عنه لم يذكروا لا مكان ولادته ولا تاريخها، ولا مكان وفاته ولا تاريخها، رغم كونه من العلماء البارزين، واكتفوا بالقول بأنه كان من أعلام القرن السادس الهجري، وإنما ذكر المقدس السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة ج 23 (ص) 9- 15، انه توفي في سبزوار سنة 548 ه ونقلت جنازته الى المشهد الرضوي،
Page 5
ودفن هناك في موضع يعرف بقتلكاه، وانه كان قبل انتقاله الى سبزوار يسكن المشهد الرضوي، وانه انتقل الى سبزوار سنة 523، وعلى هذا يكون قد أقام في سبزوار خمسا وعشرين سنة.
هذا كل ما أمكننا أن نعرفه عن حياته. على أن بعضهم يناقش تاريخ الوفاة المذكور ومحل دفنه المذكور في أعيان الشيعة، وينسبون كل ذلك الى والده صاحب التفسير حيث ان والده مدفون بخراسان (المشهد الرضوي) في شارع الموسوم بشارع الطبرسي وقبره مزار لحد اليوم. ومهما كان الأمر فان ما وصلنا من أخباره العلمية كله ثناء عليه.
فقد وصفه صاحب أمل الآمل (1) بأنه كان محدثا فاضلا، ووصفه في رياض العلماء (2) بالمحدث الجليل.
ووصفه في مستدرك الوسائل: بالفقيه النبيل المحدث الجليل.
وقال المجلسي (ره) في مقدمة البحار: بأنه قد أثنى عليه جماعة من الأخيار.
الى غير ذلك من الصفات التي ذكرها هؤلاء وغيرهم.
الكتاب
هو مكارم الأخلاق ومعالم الأعلاق، الحاوي لمحاسن الأفعال والآداب، من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآدابه وأخلاقه، وأوصافه، وسائر حالاته، وحالات الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وما روت في ذلك عنه وعن أهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم).
قال المجلسي (ره) في مقدمة بحاره: وكتاب المكارم في الاشتهار كالشمس في رائعة النهار.
Page 6
وقال غيره من العلماء: إن مكارم الأخلاق قد ألف في حياة والده، وهو كتاب نفيس نافع مشهور، حسن الترتيب، كثير الجمع، اشتهر وانتشر في عصر مؤلفه.
طبع هذا الكتاب القيم مرات ومرات في كل من مصر وإيران. فقد طبع لأول مرة في مصر في مطبعة عبد الواحد الطوبي وعمر حسين الخشاب في شعبان سنة 1303 ه وانتشر واشتهر وكثر الإقبال عليه، ثم أعيد طبعه في مطبعة بولاق، وفي مطبعة أحمد البابي الحلبي سنة 1306، ولكنه مع الأسف الشديد حرف في جميع الطبعات المصرية تحريفا فظيعا وتغييرا شنيعا. ولما كانت نسخ هذا الكتاب المخطوطة كثيرة في كل من العراق وإيران، واطلع عليها جماعة من العلماء والفضلاء، جمعوا عدة نسخ من مخطوطة الكتاب وقاموا بتصحيحه وتدقيقه وطبعه في إيران. وطبع بعد ذلك عدة طبعات في كل من إيران والعراق. ونظرا لأهمية الكتاب، ونفاد نسخه من الأسواق التجارية، وكثرة الطلب، قامت هذه المؤسسة الثقافية بإعادة طبعه ونشره بعد التصحيح الدقيق والتعليق اللازم خدمة للعلم، والله من وراء القصد.
Page 7
المقدمة
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الحمد لله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد والصلاة والسلام على محمد عبده المجتبى ورسوله المصطفى أرسله إلى كافة الورى بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وعلى أهل بيته أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا والسلام على من اتبع الهدى .
وبعد فإن الله سبحانه وتعالى لما جعل التأسي بنبيه مفتاحا لرضوانه وطريقا إلى جنانه بقوله عز وجل لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر واتباعه واقتفاء أثره سببا لمحبته ووسيلة إلى رحمته بقوله عز من قائل قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله حداني هذا الفوز العظيم إلى جمع كتاب يشتمل على مكارم أخلاقه ومحاسن آدابه وما أمر به أمته
فقال (ع) إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
لأن العلم بالشيء مقدم على العمل به فوجدت في كلام أمير المؤمنين علي (ع) ما يحتوي على حقيقة سير الأنبياء وهي الانقطاع بالكل عن الناس إلى الله في الرجاء والخوف وعن الدنيا إلى الآخرة.
وخص من جملتهم نبينا محمدا (ص) كمال هذه السيرة وحثنا ورغبنا على الاقتداء به
فقال (ع) بعد كلام له طويل لمدع كاذب يدعي بزعمه أنه يرجو الله كذب والعظيم ما باله [و] لا يتبين رجاؤه في عمله وكل من رجا عرف رجاؤه في عمله إلا رجاء الله فإنه مدخول وكل خوف متحقق إلا خوف الله فإنه معلول يرجو الله في الكبير
Page 8
ويرجو العباد في الصغير فيعطي العبد ما لا يعطي الرب فما بال الله جل ثناؤه يقصر به عما يصنع بعباده أتخاف أن تكون في رجائك له كاذبا أو تكون لا تراه للرجاء موضعا وكذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما لا يعطي ربه فجعل خوفه من العباد نقدا وخوفه من خالقه ضمارا (1) ووعدا وكذلك من عظمت الدنيا في عينه وكبر موقعها في قلبه آثرها على الله فانقطع إليها وصار عبدا لها ولقد كان في رسول الله (ص) كاف لك في الأسوة ودليل على ذم الدنيا وعيبها وكثرة مخازيها ومساويها إذ قبضت عنه أطرافها ووطئت لغيره أكنافها وفطم عن رضاعها وزوي عن زخارفها- وإن شئت ثنيت بموسى كليم الله إذ يقول رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير @HAD@ والله ما سأله إلا خبزا يأكله لأنه كان يأكل بقلة الأرض ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب
كان يعمل من سفائف الخوص بيده ويقول لجلسائه أيكم يكفيني بيعها ويأكل قرص الشعير من ثمنها وإن شئت قلت في عيسى ابن مريم فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن وكان إدامه الجوع وسراجه بالليل القمر وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته ولا طمع يذله دابته رجلاه وخادمه يداه فتأس بنبيك الأطيب الأطهر (ص) فإن فيه أسوة لمن تأسى وعزاء لمن تعزى وأحب العباد إلى الله المتأسي بنبيه والمقتص لأثره قضم الدنيا قضما ولم يعرها طرفا أهضم أهل الدنيا كشحا (3) وأخمصهم من الدنيا بطنا عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها وعلم أن الله أبغض شيئا فأبغضه وحقر شيئا فحقره وصغر شيئا فصغره ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله وتعظيمنا ما صغر الله لكفى به شقاقا لله ومحادة عن أمر الله
Page 9
ولقد كان (ص) يأكل على الأرض ويجلس جلسة العبد ويخصف بيده نعله ويرقع بيده ثوبه ويركب الحمار العاري ويردف خلفه ويكون الستر على باب بيته تكون فيه التصاوير- فيقول يا فلانة لإحدى أزواجه غيبيه عني فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها فأعرض عن الدنيا بقلبه وأمات ذكرها من نفسه وأحب أن تغيب زينتها عن عينه لكيلا يتخذ منها رياشا (1) ولا يعتقدها قرارا ولا يرجو فيها مقاما فأخرجها من النفس وأشخصها عن القلب وغيبها عن البصر وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه وأن يذكر عنده ولقد كان في رسول الله (ص) ما يدلك على مساوئ الدنيا وعيوبها إذ جاع فيها مع خاصته وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته فلينظر ناظر بعقله أأكرم الله بذلك محمدا أم أهانه فإن قال أهانه فقد كذب والله العظيم وأتى بالإفك العظيم وإن قال أكرمه فليعلم أن الله قد أهان غيره حيث بسط الدنيا له وزواها عن أقرب الناس منه فإن تأسى متأس بنبيه واقتص أثره وولج مولجه وإلا فلا يأمن الهلكة فإن الله جعل محمدا (ص) علما للساعة ومبشرا بالجنة ومنذرا بالعقوبة خرج من الدنيا خميصا وورد الآخرة سليما لم يضع حجرا على حجر حتى مضى لسبيله وأجاب داعي ربه فما أعظم منة الله عندنا حين أنعم علينا به سلفا نتبعه وقائدا نطأ عقبه والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ولقد قال لي قائل ألا تنبذها فقلت اغرب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى
. فهذه الخطبة كافية في مقصودنا على طريق الجملة ونحن نذكر تفصيل مكارم أخلاقه (ص) في جميع أحواله وتصرفاته وجلوسه وقيامه وسفره وحضره وأكله وشربه خاصة وجميع ما روي عنه وعن الصادقين (ع) في أحوال الناس عامة ونسأل الله التوفيق في إتمامه إنه على ما يشاء قدير وتيسير العسير عليه سهل يسير
Page 10
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الباب الأول في خلق النبي (ص) وخلقه وسائر أحواله
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول في خلقه وخلقه وسيرته مع جلسائه
برواية الحسن والحسين (ع) من كتاب محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني عن ثقاته عن الحسن بن علي (ع) قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي (1) وكان وصافا عن حلية النبي (ص) وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال كان رسول الله (ص) فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب (2) عظيم الهامة رجل الشعر (3) إذا انفرقت عقيصته قرن (4) وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفرة- أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب (5) سوابع [سوابغ] في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب
Page 11
أقنى العرنين (1) له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم (2) كث اللحية (3) سهل الخدين أدعج ضليع الفم (4) أشنب مفلج الأسنان (5) دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية (6) في صفاء الفضة معتدل الخلق بادنا متماسكا سواء البطن والصدر عريض الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس (7) أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط (8) عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين أعلى الصدر طويل الزندين رحب الراحة سبط القصب شثن الكفين والقدمين (9) سائل الأطراف خمصان الأخمصين (10) مسيح القدمين (11) ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعا يخطو تكفؤا ويمشي هونا سريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جميعا خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه ويبدر من لقي بالسلام- قال قلت له صف لي منطقه قال كان رسول الله (ص) متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة
Page 12
ولا يتكلم في غير حاجة طويل السكوت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه (1) ويتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضولا ولا قصيرا فيه دمثا (2) ليس بالجافي ولا بالمهين يعظم النعمة وإن دقت ولا يذم منها شيئا ولا يذم ذواقا ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها إذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث أشار بها فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح (3) وإذا فرح غض من طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام (4) قال الحسن (ع) فكتمتها الحسين زمانا ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسألته عمن سألته فوجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه وشكله فلم يدع منها شيئا قال الحسين بن علي سألت أبي عن دخول النبي (ص) فقال كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك وكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءا لله عز وجل وجزءا لأهله وجزءا لنفسه ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة والخاصة ولا يدخر أو قال لا يدخر عنهم شيئا- فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم وأصلح الأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغوني في حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون زوارا ولا يفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة فقهاء قال فسألته من مخرجه كيف كان يصنع فيه
Page 13
قال كان رسول الله (ص) يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ويؤلفهم ولا يفرقهم أو قال ولا ينفرهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس الفتن ويحترس منهم- من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ويتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس فيحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه معتدل الأسر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة قال فسألته عن مجلسه فقال كان رسول الله (ص) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله جل اسمه ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها (1) وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك يعطي كلا من جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطه وخلقه فكان لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا يوهن فيه الحرم ولا تنثى فلتاته (2) متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى متواضعون يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون أو قال يحوطون الغريب قال قلت كيف كانت سيرته مع جلسائه قال كان رسول الله (ص) دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب (3) ولا فحاش ولا عياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والإكثار ومما
Page 14
لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رءوسهم الطير فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أولاهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم (1) ويقول إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه (2) ولا يقبل الثناء إلا عن مكافئ ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام- قال قلت كيف كان سكوته قال كان سكوت رسول الله (ص) على أربعة على الحلم والحذر والتقدير والتفكر فأما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم والصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستنفره وجمع له الحذر في أربعة أخذه بالحسن ليقتدى به وتركه القبيح لينتهى عنه واجتهاده فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة
الفصل الثاني في نبذ من أحواله وأخلاقه من كتاب شرف النبي (ص) وغيره
في تواضعه وحيائه ص
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله (ص) يعود المريض ويتبع الجنازة ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف تحته إكاف من ليف (3)
Page 15
عن أنس بن مالك قال لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله (ص) وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته لذلك
عن ابن عباس قال كان رسول الله (ص) يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة ويجيب دعوة المملوك
عن أنس بن مالك قال إن رسول الله (ص) مر على صبيان فسلم عليهم وهو مغذ
عن أسماء بنت يزيد قالت إن النبي (ص) مر بنسوة فسلم عليهن
عن ابن مسعود قال أتى النبي (ص) رجل يكلمه فأرعد فقال هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد (1) .
عن أبي ذر قال كان رسول الله (ص ) يجلس بين ظهراني أصحابه فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل فطلبنا إلى النبي أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكانا من طين فكان يجلس عليها ونجلس بجانبيه
سئلت عائشة ما كان النبي (ص) يصنع إذا خلا قالت يخيط ثوبه ويخصف نعله ويصنع ما يصنع الرجل في أهله
وعنها أحب العمل إلى رسول الله الخياطة
من كتاب النبوة عن أبي عبد الله (ع) يقول مرت برسول الله (ص) امرأة بذية وهو جالس يأكل فقالت يا محمد إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه فقال لها رسول الله (ص) ويحك وأي عبد أعبد مني فقالت أما لي فناولني لقمة من طعامك فناولها رسول الله (ص) لقمة من طعامه فقالت لا والله إلا التي في فيك قال فأخرج رسول الله (ص) لقمة من فيه فناولها فأكلتها قال أبو عبد الله (ع) فما أصابت بداء حتى فارقت الدنيا
عن أنس بن مالك قال خدمت النبي (ص) تسع سنين فما أعلمه قال لي قط هلا فعلت كذا وكذا ولا عاب علي شيئا قط
Page 16
عن أنس بن مالك قال صحبت رسول الله (ص) عشر سنين وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول بيده ناولها إياه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع عنه وما أخرج ركبتيه بين يدي جليس له قط وما قعد إلى رسول الله (ص) رجل قط فقام حتى يقوم
عن أنس بن مالك قال إن النبي (ص) أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه (1) جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله (ص) وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال له يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله (ص) فضحك وأمر له بعطاء
عن أبي سعيد الخدري يقول كان رسول الله حييا لا يسأل شيئا إلا أعطاه
وعنه قال كان رسول الله (ص) أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه
عن ابن مسعود قال قال رسول الله (ص) لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر
في جوده ص
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال كان رسول الله (ص) أجود الناس كفا وأكرمهم عشرة (2) من خالطه فعرفه أحبه
من كتاب النبوة عن ابن عباس عن النبي (ص) قال أنا أديب الله وعلي أديبي أمرني ربي بالسخاء والبر ونهاني عن البخل والجفاء وما شيء أبغض إلى الله عز وجل من البخل وسوء الخلق وإنه ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل
Page 17
وبرواية أخرى عن أمير المؤمنين (ع) أنه كان إذا وصف رسول الله (ص) يقول كان أجود الناس كفا وأجرأ الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه لم أر قبله ولا بعده مثله ص
عن ابن عمر قال ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ من رسول الله ص
عن جابر بن عبد الله قال لم يكن يسأل رسول الله (ص) شيئا قط فيقول لا
عن ابن عباس قال كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال يا رسول الله ثلاث أعطنيهن قال نعم قال عندي أحسن العرب وأجملهم أم حبيبة أزوجكها قال نعم قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك قال نعم قال وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين قال نعم قال ابن زميل ولو لا أنه طلب ذلك من النبي (ص) ما أعطاه إياه لأنه لم يكن يسأل شيئا قط إلا قال نعم
عن عمر قال إن رجلا أتى النبي (ص) فسأله فقال ما عندي شيء ولكن اتبع علي فإذا جاءنا شيء قضيناه قال عمر فقلت يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه قال فكره النبي (ص) قوله ذلك فقال الرجل أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا قال فتبسم النبي (ص) وعرف السرور في وجهه
في شجاعته ص
عن علي (ع) قال لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ (1) بالنبي (ص) وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا
وعنه (ع) قال كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه
عن أنس بن مالك قال كان في المدينة فزع فركب النبي (ص) فرسا لأبي طلحة
Page 18
فقال ما رأينا من شيء وإن وجدناه لبحرا
وبرواية أخرى عن أنس قال كان رسول الله (ص) أشجع الناس وأحسن الناس وأجود الناس قال لقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلق الناس قبل الصوت قال فتلقاهم رسول الله (ص) وقد سبقهم وهو يقول لم تراعوا وهو على فرس لأبي طلحة وفي عنقه السيف قال فجعل يقول للناس لم تراعوا وجدناه بحرا أو إنه لبحر
في علامة رضاه وغضبه ص
عن ابن عمر قال كان رسول الله (ص) يعرف رضاه وغضبه في وجهه كان إذا رضي فكأنما يلاحك الجدر وجهه (1) وإذا غضب خسف لونه واسود
عن كعب بن مالك قال كان رسول الله (ص) إذا سره الأمر استنار وجهه كأنه دارة القمر
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال كان رسول الله (ص) إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
عن عبد الله بن مسعود يقول شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون أنا صاحبه أحب إلي مما في الأرض من شيء قال كان النبي (ص) إذا غضب احمر وجهه
عن ابن عمر قال كان النبي (ص) يعرف رضاه وغضبه في وجهه كان إذا رضي فكأنما يلاحك الجدر ضوء وجهه وإذا غضب خسف لونه واسود
قال أبو البدر سمعت أبا الحكم الليثي يقول هي المرآة توضع في الشمس فيرى ضوءها على الجدار يعني قوله يلاحك الجدر
في الرفق بأمته ص
عن أنس قال كان رسول الله (ص) إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له وإن كان شاهدا زاره وإن كان مريضا عاده
Page 19
عن جابر بن عبد الله قال غزا رسول الله (ص) إحدى وعشرين غزوة بنفسه شاهدت منها تسع عشرة غزوة وغبت عن اثنتين فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيا ناضحي تحت الليل فبرك وكان رسول الله (ص) في أخريات الناس يزجي الضعيف ويردفه ويدعو لهم فانتهى إلي وأنا أقول يا لهف أماه ما زال لنا ناضح سوء (1) فقال من هذا فقلت أنا جابر بأبي وأمي يا رسول الله قال وما شأنك قلت أعيا ناضحي فقال أمعك عصا فقلت نعم فضربه ثم بعثه ثم أناخه ووطئ على ذراعه وقال اركب فركبت وسايرته فجعل جملي يسبقه فاستغفر لي تلك الليلة خمسا وعشرين مرة فقال لي ما ترك عبد الله من الولد يعني أباه قلت سبع نسوة قال أبوك عليه دين قلت نعم قال فإذا قدمت المدينة فقاطعهم فإن أبوا فإذا حضر جداد نخلكم (2) فآذني فقال هل تزوجت قلت نعم قال بمن قلت بفلانة بنت فلان بأيم (3) كانت بالمدينة قال فهلا فتاة تلاعبها وتلاعبك قلت يا رسول الله كن عندي نسوة خرق يعني أخواته فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقاء فقلت هذه أجمع لأمري قال أصبت ورشدت فقال بكم اشتريت جملك فقلت بخمس أواق من ذهب قال بعنيه ولك ظهره إلى المدينة فلما قدم المدينة أتيته بالجمل فقال يا بلال أعطه خمس أواق من ذهب يستعين بها في دين عبد الله وزده ثلاثا ورد عليه جمله قال هل قاطعت غرماء عبد الله قلت لا يا رسول الله قال أترك وفاء قلت لا قال لا عليك فإذا حضر جداد نخلكم فآذني فآذنته فجاء فدعا لنا فجددنا واستوفى كل غريم ما كان يطلب تمرا وفاء وبقي لنا ما كنا نجد وأكثر فقال رسول الله (ص) ارفعوا ولا تكيلوا فرفعناه وأكلنا منه زمانا
عن ابن عباس قال كان رسول الله (ص) إذا حدث الحديث أو سئل عن الأمر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه
Page 20
عن ابن عمر قال قال رجل يا رسول الله فقال لبيك
روي عن زيد بن ثابت قال كنا إذا جلسنا إليه (ص) إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا فكل هذا أحدثكم عن رسول الله ص
عن أبي الحميساء قال تابعت النبي (ص) قبل أن يبعث فواعدته مكانا فنسيته يومي والغد فأتيته اليوم الثالث فقال (ع) يا فتى لقد شققت علي أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام
عن جرير بن عبد الله أن النبي (ص) دخل بعض بيوته فامتلأ البيت ودخل جرير فقعد خارج البيت فأبصره النبي (ص) فأخذ ثوبه فلفه ورمى به إليه وقال اجلس على هذا فأخذه جرير فوضعه على وجهه وقبله
عن سلمان الفارسي قال دخلت على رسول الله (ص) وهو متكئ على وسادة فألقاها إلي ثم قال يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقي له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له
في مزاحه وضحكه ص
روي أن رسول الله (ص) كان يقول إني لأمزح ولا أقول إلا حقا
عن ابن عباس أن رجلا سأله أكان النبي (ص) يمزح فقال كان النبي يمزح
عن الحسن بن علي (ع) قال سألت خالي هندا عن صفة رسول الله (ص) فقال كان إذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم يفتر عن مثل حبة الغمام
عن أنس بن مالك قال رأيت رسول الله (ص) تبسم حتى بدت نواجذه
عن أبي الدرداء قال كان رسول الله (ص) إذا حدث بحديث تبسم في حديثه
عن يونس الشيباني قال قال لي أبو عبد الله (ع) كيف مداعبة بعضكم بعضا قلت قليلا قال هلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ولقد كان النبي (ص) يداعب الرجل يريد به أن يسره
Page 21
في بكائه ص
عن أنس بن مالك قال رأيت إبراهيم بن رسول الله (ص) وهو يجود بنفسه فدمعت عينا رسول الله (ص) فقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون
عن خالد بن سلمة المخزومي قال لما أصيب زيد بن حارثة انطلق رسول الله (ص) إلى منزله فلما رأته ابنته جهشت (1) فانتحب رسول الله (ص) وقال له بعض أصحابه ما هذا يا رسول الله قال هذا شوق الحبيب إلى الحبيب
في مشيه ص
عن علي بن أبي طالب (ع) قال كان رسول الله (ص) إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما يتقلع من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله (ص) (2) .
عن جابر قال كان رسول الله إذا خرج مشى أصحابه أمامه وتركوا ظهره للملائكة
عن ابن عباس قال كان رسول الله (ص) إذا مشى مشى مشيا يعرف أنه ليس بمشي عاجز ولا بكسلان
عن أنس قال كنا إذا أتينا النبي (ص) جلسنا حلقة
روي أن رسول الله (ص) لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه فإن أبى قال تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد ودعاه (ص) قوم من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ولأصحاب له خمسة فأجاب دعوتهم فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم فلما دنوا من بيت القوم قال (ص) للرجل السادس إن القوم لم يدعوك فاجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم لك
Page 22
في جمل من أحواله وأخلاقه ص
من كتاب النبوة عن علي (ع) قال ما صافح رسول الله أحدا قط فنزع (ص) يده من يده حتى يكون هو الذي ينزع يده وما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف وما نازعه أحد الحديث فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت وما رئي مقدما رجله بين يدي جليس له قط ولا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما وما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا وما سئل شيئا قط فقال لا وما رد سائل حاجة قط إلا بها أو بميسور من القول وكان أخف الناس صلاة في تمام وكان أقصر الناس خطبة وأقلهم هذرا (1) وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ وآخر من يرفع يده وكان إذا أكل أكل مما يليه فإذا كان الرطب والتمر جالت يده (2) وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس وكان يمص الماء مصا ولا يعبه عبا (3) وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه فكان لا يأخذ إلا بيمينه ولا يعطي إلا بيمينه وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه وكان يحب التيمن في كل أموره في لبسه وتنعله وترجله وكان إذا دعا دعا ثلاثا وإذا تكلم تكلم وترا وإذا استأذن استأذن ثلاثا وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه وإذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه وإذا رأيته قلت أفلج الثنيتين وليس بأفلج (4) وكان نظره اللحظ بعينه وكان لا يكلم أحدا بشيء يكرهه وكان إذا مشى كأنما ينحط من صبب وكان يقول إن خياركم أحسنكم أخلاقا وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده وكان المحدث عنه يقول لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده ص
عن أبي عبد الله (ع) قال إن رسول الله (ص) إذا رئي في الليلة الظلماء
Page 23
رئي له نور كأنه شقة قمر
وعنه (ع) قال نزل جبرئيل على رسول الله (ص) فقال إن الله جل جلاله يقرئك السلام ويقول لك هذه بطحاء مكة إن شئت أن تكون لك ذهبا قال فنظر النبي (ص) إلى السماء ثلاثا ثم قال لا يا رب ولكن أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسألك
وعنه (ع) قال كان رسول الله (ص) يحلب عنز أهله
وعنه (ع) قال قال رسول الله (ص) لست أدع ركوب الحمار مؤكفا (1) والأكل على الحصير مع العبيد ومناولة السائل بيدي
عن جابر بن عبد الله قال كان في رسول الله (ص) خصال لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه وريح عرقه ولم يكن يمر بحجر ولا شجر إلا سجد له
عن ثابت بن أنس بن مالك قال إن رسول الله (ص) كان أزهر اللون كان لونه اللؤلؤ وإذا مشى تكفأ وما شممت رائحة مسك ولا عنبر أطيب من رائحته ولا مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله كان أخف الناس صلاة في تمام
عن جرير بن عبد الله قال لما بعث النبي أتيته لأبايعه فقال لي يا جرير لأي شيء جئت قال قلت لأسلم على يديك يا رسول الله فألقى لي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه
عن أبي عبد الله (ع) قال إن رسول الله (ص) واعد رجلا إلى الصخرة فقال أنا لك هنا حتى تأتي قال فاشتدت الشمس عليه فقال له أصحابه يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل قال وعدته هاهنا وإن لم يجيء كان منه الجشر (2) .
عن عائشة قالت قلت [يا] رسول الله إنك إذا دخلت الخلاء فخرجت دخلت
Page 24