============================================================
والوليقة - بعد هدا - تشير إلى طريقة تجديد الولاية للوالى، فتنص على أن الوزير طالع الخليقة بما كان لهذا الوالى فى الدولتين المستنصرية والمستعلية من الخدم المشكورة، والمساعى المبرورة ، هما يدل على مناصحته وإخلاصه، فصدر لذلك أمر الخليفة بكتب هدا السجل بتجديد ولايته ، ومعنى هدا أن الوزير كان له حق الاختيار والترشيح ، وعلى الخليفة التوفيع بالموافقة والأمر باصدار السجل، ولاعجب فى هذا فوزارة الأفضل كانت وزارة تفويض لا وزارة تتفيد(1)، وابان هذا النوع من الوزارة تكون السلطة الحقيقية كلها فى يد الوزير بتفويض من الحليفة .
(1) تنقسم الوزارة فى العالم الإسلامى - ومنه مصر - إلى: وزارة تنفيد، وفيها يقوم الوزير بتنفيد أوامر الخليفة .
ووزارة تفويض، وفيها يكون الخليفة مغلوبأ على أمرد، والأمور كلها بيد الوزير. وقد كانت الوزارة لهى النصف الأول من العصر الفاطمى لهى مصر وزارة تنفيد، كما كانت فى النصف الثانى وزارة تغويض، وكان وزراء العهد الأول من الحكم الفاطمى من أرباب الاقلام . أما وزراء العهد الثانى من وزاوة بدر الجمالى الى وزارة صلاح الدين لكانوا جميعا من أرباب السيوف، اى من رجال الجيش.
يقول (القلقشندى : صبح الأعشى، ج3، ص 678 -429): ((ان الوزارة فى الدولة الفاطمية كانت تارة لكون فى أرباب السيوف، وتارة هى أرباب الأفلام، وفى كلا الجتانبين تارة تعلوهتكون وزارة تفوبض ، 00 ويعبر عنها حينند بالوزارة، وتارة تنحط فتكون دون ذلك ويعبر عنها حينتد بالوساطة)): ولمعرفة من تولى الوزارة أو الوساطة انظر (ابن منجب الصيرفى : الإشارة إلى من نال الوزارة) فى اكثر من موضع ، فإنه بنص على هذا عند الترجمة لكل وزير. ولاستيفاء الموضوع راجع : (ابن خلدون : المقدمة، ص 129) و(السيوطى : حسن المحاضرة ، ج2، ص 116) و(ابن دفماق: الانتصار ج4، ص55) و(المقريزى : الخطط، ج 2، ص 304وما بعدها) و(الشيال: نظام الوزارة لفى الصر الفاطمى، عقال بمجلة الثقافة، العدد 19،632 مارس 1951م).
Page 53