============================================================
هذه النصوص والأقوال لا نجد لها شبيها فى السجلات الصادرة فى العصر الفاطمى الأول، ففى السجل الوحيد الذى عثرنا عليه بتعيين وزير من وزراء هذا العصر الأول، وهو السجل الصادر بتعيين الجرجرأنى من أمانة وكفاية وحلم وفضل وسياسة وتفوق فى الكتابة، وهى الصفات التى أطلته للوزارة ودفعت الخليفة إلى اختياره لهذا المنصب.
بل ان من بين الولائق الخاصة بالوزارة والمنشورة فى هذا الجزء سجل صادرعن الخليقة الحاكم بأهر الله لتبرير كتله لوزيره برجوان، وفيه يقول : "ان برجوان عبدى، استخدسته فنصح ، فأحسنت إليه ، ثم أساء فى أشياء عملها فقتلته .
فأين هذدا من التمجيد الذى كان يضفى على وزراء العهد الثانى 9!
انتقل إذن السلطان الفعاى ابتداء من عهد بدر الجمالى من الخليفة إلى الوزير، وأصبحت الأمور كلها مردودة إليه ، وأهم مظاهر هدا لاسلطان أن جل له حق تقيين قاضى القضاة وداعى الدعاة، وكان هدا من قبل اكبر حقوق الخليفة لا يشار كه فيه مشارك، وخلع على الوزير مند ذلك الحين أيضا بالعقد المنظوم بالجوهر مكان الطوق، وزيد له فى زيه الحنك مع الدؤابة المرحاة والطيلسان المقور، وهو زى قاضى القضاة، كما كان يتقلد السيف، وذلك 7 اشارة إلى أنه كبير أرباب السيوف والأقلام 0 (1) .
ولقب "بدر الجمالى بالقاب كثيرة منها : كافل قضاة المسلمين، وهادى دعاة المؤمنين إشارة إلى أنه صاحب الحق فى الإشراف على القضاء والدعوة: (1) المقريزى : الحطط، ح 3052 - 306.
Page 36