Majmuc Rasail
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Genres
فأما حزب أمير المؤمنين، فلا شك في أمرهم، هم حزب الله، وحزب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكتبت تسألني عن حالي، فأنا يوم كتبت إليك مفتقر إلى الله تعالى أدعوه وأسأله أن يلحقني بآبائي الشهداء المرزوقين، لزهدي في الدنيا.
وذكرت في كتابك: أن قوما يقولون: الإيمان قول باللسان، وإن الفرائض ليست من الإيمان. وإنما يؤدي إلى الله فرائضه المؤمنون، والإيمان مبني على دعائم وشعب، وللإيمان أول ووسط وآخر.
فأول الإيمان: ما كلف الله هذه الأمة من الإيمان، والإقرار به، وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم قولا، ثم جاءت الفرائض فكانت بعد ذلك الشاهدة، ثم آخر ذلك أن تخرج النفس مؤقنة مطمئنة مصدقة بما كانت عليه أيام حياتها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا إيمان لمن نكث عهده، ولا إيمان لمن تعرب بعد هجرته)). قيل يا رسول الله: وكيف التعرب بعد الهجرة؟ قال صلوات الله عليه وعلى آله: ((ينكر ما كان عليه معي بعد وفاتي)).
وقال الله عز وجل في كتابه: ?وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين?[آل عمران: 144]، والشاكرين: هم الذين اتبعوه على أمره، وكانوا عليه حتى توفاهم الله وهم على ذلك.
Page 253