Majmuc Rasail
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
Genres
فما تصنع بالمال .... إذا أحدرت في القبر ثم انطلق المسلمون من المهاجرين والأنصار فتشاوروا، فبايعوا علي بن أبي طالب طائعين غير مكرهين، راضين غير ساخطين، كلهم من المهاجرين والأنصار، والذي اتبعوهم بإحسان، حتى نكث بيعتة رجال من غير حدث، ما نقموا منه غير العدل في القضية والقسم بالسوية، وذلك أن طلحة والزبير أتيا ومعهما موليان لهما، وحضر العطاء فأعطاهما وأعطى الموليين كما أعطا السيدين فغضب طلحة والزبير فنكثا البيعة، وأنشأا الحرب له، فجد في قتالهما حتى نصره الله تعالى، فقتلا ناكثين.
أما طلحة فرماه مروان بن الحكم بسهم أصابه عند أصل الساق فنزفه الدم حتى مات، وفي ذلك يقول مروان بن الحكم:
شفيت غليلا كان في الصدر كالشجى .... بقتلي قتال ابن عفان عثمان
وما إن أبالي بعد قتلي طلحة .... قتلت بعثمان بن عفان إنسان
وأما الزبير بن العوام فإنه قتله رجل من تميم يقال له: عمير بن جرموز، نظر إليه فارا فتبعه حتى قتله، وفي ذلك يقول عمير:
أتيت عليا برأس الزبير .... وقد كنت أرجو به الزلفة
فبشر بالنار قبل العيان .... فبئس التحية التحفة
لقتل الزبير ومثل الزبير .... كظرطة عنز بذي الجحفة
قال خالد بن صفوان فما فرغ من ذكر طلحة والزبير وعائشة وشأن الحرب يوم الجمل: قلت: يا ابن رسول الله، فإن الناس يزعمون بالشام أن عثمان قتله رجال من أهل مصر ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار.
فقال: ما أشد غفلتكم يا ابن الأهتم، وهل كان فيهم إلا قاتل أو خاذل، أو لم تسمع شاعرهم حيث يقول:
Page 223