217

Majmuc Rasail

مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام

ومن سورة الحاقة (69)

قال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم : ?إنه لقول رسول كريم [40] وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون [41] ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون [42] تنزيل من رب العالمين [43]?.

فمن زعم أن هذه الآيات غير ما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مما اقتص الله عليه، فقد افترى على الله كذبا، والله ورسوله والمؤمنون منه براء.

اللهم إنا نعوذ بك أن نفتري على الله الكذب، أو نقول خلاف ما أنزلت من وحيك على نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أو نزعم أن الإسلام قول بغير عمل، أو نزعم أن من عصاك فهو ولي لك، أو نزعم أن الله لا ينجز وعده فيما وعد به عباده، ومن ثوابه وعقابه، أو نزعم أن الله سبحانه لم يكمل لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم دينه، أو نزعم أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قال خلاف ما أنزل الله إليه من حلال أو حرام.

قال خالد بن صفوان: مع أن كثيرا من كتاب الله قد ذكر، ما حفظت منه إلا هذا، فلم يذكر كثيرا إلا ذمه، ولم يذكر قليلا إلا مدحه، والقليل في الطاعة هم الجماعة، والكثير في المعصية هم أهل البدعة.

قال خالد بن صفوان: فبئس الشامي فما أحلى ولا أمر، وسكت الشاميون فلم يجيبوا لا بقليل ولا بكثير، ثم قاموا من عنده، فلما خرجوا قالوا لصاحبهم: فعل الله بك وفعل، عزرتنا وزعمت أنك لا تدع له حجة إلا كسرتها فخرست فلم تنطق! قال: ويلكم كيف أكلم رجلا إنما حاجني بكتاب الله؟ فلم أستطع أن أكذب كتاب الله.

قال [عطاء بن أبي سلمة]: فكان خالد بن صفوان يقول بعد ذلك: ما رأيت رجلا قرشيا ولا عربيا يزيد في العقل والحجج والخير على زيد بن علي.

[تم بالحمدلله كتاب مدح القلة وذم الكثرة]

Page 221