Majmuc Rasail Kazim

Kazim Zaydi d. 1450 AH
87

Majmuc Rasail Kazim

مجموع رسائل الكاظم2

Genres

Responses

إضافة إلى ما كان قد ذكر بخصوص التأويل للأخبار الواردة عن أهل البيت المفيدة بإثبات الرؤية ، فإن ابن الوزير رحمه كان يندد بمتابعته لأهل البيت (ع) فيما أجمعوا عليه من التأويلات ، وأن الأخذ بالظاهر ليس من مذهبه ولا من عقيدته ، فقال رحمه الله : (( ومن ها هنا نسبني كثير من الجهلة إلى القول بالظاهر ، لأني لما استصغرت قدري وأمسكت عن الكلام حيث لا أدري ، علما مني أني لست من الراسخين ، وأني بعد لم أرتفع عن مرتبة المتعلمين ، مع اعتقادي أن الظاهر الذي يخالف مذهب العترة عليهم السلام ، غير مراد ولا مقصود ، ولكني أقف على تأويله ، وأكيع عن تعليله . اللهم إلا أن يصح إجماع العترة عليهم السلام على تأويل معين في ذلك ، فلا أشك حينئذ في التمسك بإجماع العترة الهداة ، والرجوع إلى سفن النجاة )) . انظر العواصم والقواصم 8/ 268 . وهنا تأمل اعتناق ابن الوزير لما أجمع عليه أهل البيت (ع) ، وأن ما يخالف مرادهم من الظاهر - إثبات الرؤية في الأحاديث التي أوردها - غير مراد ولا مقصود . وهنا تأمل إثبات ابن الوزير أن القدماء من أهل البيت (ع) الذي هو متمسك بهم ، لا يقولون بالرؤية ، وذلك عندما قال : (( وحاصل الكلام : أن القدماء من العترة عليهم السلام لم ينقل عنهم مذهب المعتزلة أن الرؤية من المحالات التي لا تدخل في مقدور الله تعالى ، بل مقتضى عبارتهم : أن الله لا يرى لعظمته ، وعزته ، وكبريائه )) انظر العواصم والقواصم 5/ 15 ، ولو تأملت هذا النص جيدا ، تجد ابن الوزير يخالف حول كلمة ( أن الله لا يقدر ) ، وهذه الكلمة قد يضمها البعض ضمن عبارات عدم التأدب مع الله ، وكقول القائل ( يجب على الله ) ، ولكن المهم هنا هو التركيز على أن ابن الوزير ينفي أن يكون قول أهل البيت وتعليلهم لنفي الرؤية هو عدم مقدرة الله ، بل إن سبب قولهم بنفي الرؤية هو التنزيه المطلق لعزة الله وكبريائه ، وأيا كان موضع نسبة ابن الوزير هذا التعليل لأهل البيت الزيدية من الصحة والخطأ ، فالمقام لا يتسع لمناقشة هذا ، وإنما الذي يهمنا هو معرفة عقيدة ابن الوزير مع ذات نفسه ، وقد تبين لك أنه ينسب قدماء أهل البيت (ع) إلى القول بنفي الرؤية - بغض النظر عن سبب النفي للرؤية - ، وقد ثبت أيضا أنه يقول : أنه لا يخالف إجماعهم . ففي هذا ترجيح أكبر وأقوى مما ترجح للسائل ، والله أعلم .

تذكير :

Page 9