والأحاديث وأقوال العرب يفسِّرها قرآنيا فيبيِّن في السُّوَر المدنيَّ من المَكِّيَّ أحيانا، ويقتبس أقوال مشهوري المفسرين.
وعُزِى إلى بعض مَن تُوفِّى في القرن الرابع كتب في غريب القرآن أيضا، وأشهرهم: أبو طالب المُفَضَّل بن سَلَمَة (ت: ٣٠٨ هـ)، وابن دريد (ت: ٣٢١ هـ)، ولم يتم كتابه، وأبو زيد: أحمد بن سهل البلْخِىّ (ت: ٣٢٢ هـ)، ومحمد بن عثمان الجَعْد (ت: ٣٢٢ هـ)، ونِفْطوَيه (ت: ٣٢٣ هـ) ومحمد بن عُزَيْز السِّجِسْتاني (٣٣٠ هـ)، وأبو عُمَر: محمد ابن عبد الواحد الزّاهد (٣٤٥ هـ)، وأبو بكر محمد ابن الأنصارى النَّقّاش (ت: ٣٥١ هـ).
ووصل إلينا من كتب هذا القرن كتابُ ابن عُزيْز، الذي روى أبو البركات الأنبارى في نزهة الأَلِبَّاء: أنه صنَّفه في خمس عشرة سنة، وكان يقرؤه على شيخه أبي بكر ابن الأنباري، فكان يُصْلِح له فيه مواضعَ. وقد طبع هذا الكتاب سنة ١٩٣٦ م وعنوانه: "نزهة القلوب" ويختلف عن غريب ابن قتيبة كلَّ الاختلاف، فلا مقدّمة له يشرح فيها مَنهجَه ولا أقسامَ به، وإنما الألفاظ الغريبة تُرتَّب وفقا للحرف الأوّل منها وحده، وكان ابنُ عُزَيْز يقَسِّم الحرفَ الواحد في ترتيبه إلى ثلاثة أبواب، فيقدّم المفتوح، ثم المضموم، ثم المكسور، ولا يعتبر الحرف الثاني وما بعده، فيورد الألفاظ المبدوءة بالحرف الواحد مختلطة في غير نظام، والتفسير لغوي يكاد يكون خالصا، والألفاظ تُفسَّر تفسيرًا مختصرًا، لا تَرِد فيه أسماء اللغويين ولا المفسرين ولا الشواهد.
ومن مؤلّفي غريب القرآن الذين توفوا في القرن الخامس: أحمد بن محمد المرزوقي (ت: ٤٣١ هـ)، ومكي بن محمد القيسي (ت: ٤٣٧ هـ)، ومحمد ابن يوسف الكفرطابي (ت: ٤٥٣ هـ) ...
مقدمة / 9