279

فأتأره [1] أبو عبد الله بنظره، فقال المتوكل: ما حكم الفتيان في الفتى إذا تعرض لغلام الفتى؟ قال: قطع أذنه، قال: فبهذا الحكم نحكم عليك، وقطع أذنه.

وكان أبو عبد الله أديبا شاعرا، ومن قوله: [2] [السريع]

يا دير درمالس ما أحسنك ... ويا غزال الدير ما أفتنك [3]

لئن سكنت الدير يا منيتي ... فان في جوف الحشا مسكنك

ويحك يا قلب أما تنتهي ... من شدة الوجد بمن أحزنك [4]

أرفق به بالله يا سيدي ... فانه من حينه مكنك [5]

يعني دير درمالس، وقالوا: إنه نحو الشماسية ببغداد، وإنه نزه كثير الخضر، وكثير الطارقين للهو واللعب، وكان أبو عبد الله ابن حمدون قد تنزه إليه وقت إبعاده عن سر من رأى إلى بغداد، فطرب لحسنه ولملاحة الأحداث المتنزهين فيه، ولنظافة خدمهم وحسن عشرتهم، ولأبي عبد الله يعاتب علي ابن يحيى المنجم: [6] [المديد]

Page 304