104

فرفع ثميرة وأخوه إلى وال في قتل، فقتل أخاه وأطلقه احتقارا له، فلما أجنه الليل، عمد إلى السيف الذي قتل به أخاه فتيمم به الوالي، وهو يقول [الكامل]

لله درك ما أردت لثائر ... حران ليس عن التراب براقد

أحقدتم ثم اضطجعت ولم تنم ... أسفا عليك وأين نوم الحاقد

فقال له الوالي: ويلك يا ثميرة، اقتل أخي كما قتلت أخاك واستبقني، فقال: كلا والله إنك قتلت أخي استكبارا، وتركتني احتقارا. ثم قتله، وانصرف إلى أهله، فخطبه النساء ورغبن فيه، فقال: لا أفعل حتى أفي بنذر أخي، فمضى إلى عبد الله بن جعفر [1] ، فقصده حتى نحر ثمانين بدنة.

[قضاء ابن بيض]

نازع هشام بن عبد الملك [2] مسلمة بن عبد الملك [3] في بيت من الشعر، فقال له مسلمة [45 و] : بيني وبينك ابن بيض، قال: وأين هو؟ قال:

بالباب، قال: فادخلوه، وأنشد البيت، وأخبر بقولهما، فقال: من يقول بقولك يا أمير المؤمنين أكثر ممن يقول بقوله، فقال: قضى لي ورب الكعبة، فقال مسلمة: بل قضى لي ورب الكعبة، فقال هشام: وكيف؟ قال يزعم أن الجهال أكثر من العلماء، فقال: أكذلك يا ابن بيض؟ قال: كذاك قال مسلمة.

Page 129