Majmuc Fatawa
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
Genres
ومن أقر بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات، ولكن لم يعبد الله وحده، بل عبد معه سواه من المشايخ أو الأنبياء أو الملائكة أو الجن أو الكواكب أو الأصنام أو غير ذلك فقد أشرك بالله وكفر به سبحانه، ولا تنفعه بقية الأقسام لا توحيد الربوبية، ولا توحيد الأسماء والصفات، حتى يجمع بين الثلاثة، فيقر بأن الله ربه هو الخالق الرازق المالك لجميع الأمور، ويقر بما كفر به المشركون، وحتى يؤمن بأنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شبيه له، ولا شريك له، كما قال عز وجل: {قل هو الله أحد} (1) {الله الصمد} (2) {لم يلد ولم يولد} (3) {ولم يكن له كفوا أحد} (4) وقال سبحانه: {فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون} (5) وقال عز وجل: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (6)
الثالث: وهو توحيد العبادة، هو معنى لا إله إلا الله، وهو الأساس العظيم لدعوة الرسل لأن النوعين الآخرين لم ينكرهما المشركون كما تقدم، وإنما أنكروا هذا النوع وهو توحيد العبادة، لما قال لهم: قولوا لا إله إلا الله، قالوا: {أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب} (7) وقالوا أيضا: {ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون} (8) وقبلها قوله سبحانه: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون} (9) {ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون} (10) فكذبهم الله بقوله: {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} (11)
وهذا النوع هو توحيد العبادة، وهو الذي أنكره المشركون الأولون، وينكره المشركون اليوم، ولا يؤمنون به، بل عبدوا مع الله سواه، فعبدوا
Page 40