Majmuc Fatawa
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
Genres
وحكم سبحانه على من آمن ببعض وكفر ببعض بأنه هو الكافر حقا، فقال تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا} (1) {أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} (2)
وأنكر سبحانه على اليهود هذا التفريق وتوعدهم عليه، فقال سبحانه: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون} (3)
الوجه الثاني: أن الله سبحانه لا أصدق منه، وهو العالم بكل ما كان وما سيكون، وكتابه هو أحسن الحديث، وأحسن القصص، وقد ضمن حفظه وأخبر أنه {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} (4) كما قال عز وجل: {الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا} (5) وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} (6) وقال سبحانه: {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} (7) الآية، ومعنى قوله متشابها في هذه الآية: يشبه بعضه بعضا، ويصدق بعضه بعضا - كما سبق بيان ذلك - وقال جل وعلا: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} (8) الآية، وقال سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (9)
Page 105