85

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

[زعم المرجئة أن الله سبحانه يخلف وعيده لأهل النار بالخلود

فيها والرد عليهم]

والمسألة الخامسة: إخلاف الوعيد، وذلك لأن المرجئة يزعمون أن الله [سبحانه] يخلف وعيده لأهل النار بالخلود [فيها]، واحتجوا على ذلك من المتشابه والشبه بما لا حجة لهم فيه.

أما المتشابه: فنحو قول الله سبحانه: {لابثين فيها أحقابا(23)} [النبأ]، وقوله: {خالدين فيها} ثم استثنى بقوله: {إلا ما شاء الله} [الأنعام:128]، وقوله: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى:40].

والجواب: أن هذه الآيات وما أشبهها من [جملة] المتشابه المجمل الذي قد بينه الله سبحانه بالآيات التي أكدها بالتأبيد الذي لا انقطاع له، وتحكيم المحكم المبين على المتشابه المجمل واجب لا يجوز خلافه مع أنه لو لم يرد في ذلك إلا ما حكاه الله سبحانه من قول الكفار: {لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} وتكذيبه سبحانه لهم بقوله: {قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون(80) بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون(81)} [البقرة].

Page 99