Majmuc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Genres
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشر أهون من بعض أو يجحد له نبيا مرسلا، والمطرفية جحدت جميع أنبيائه، وقالت: إن النبوة فعلهم دون أن تكون من الله تعالى اختصهم بها كما قال تعالى: ?يختص برحمته من يشاء [والله ذو الفضل العظيم]?[آل عمران:74].
قال عليه السلام: أو ينسب إلى غيره فعلا من أفعاله، وهذا قول المطرفية أخزاها الله تعالى؛ فإنها نسبت الامتحانات والمنفرات إلى الشيطان، ونفت ذلك كله عن الرحمن تعالى، أكد الأمر عليه السلام لإعادة جريان الحكم الذي هو حكم المرتدين على من ذهب إلى ما قدمنا من أقوال المفترين؛ فإن من جعل الآية سحرا وكهانة؛ لا يزيد على من جعل النبوة فعلا للنبي عليه السلام؛ لأن الكل نفي للاختصاص بالفضيلة من رب العالمين لمن أراد له ذلك من النبيين .
قال عليه السلام: فأي هذه الخلال المفسرة المعدودة، والأمور التي ذكرنا المبينة المحدودة، صار إليه بالكفر صائر، ثم أقام على كفره [فيه] كافر، وجب قتله وقتاله، وحل سباه وماله، ولم تحل مناكحته، ولم تحل ذبيحته، وحرمت ولا يته على المؤمنين، وكان حكمه حكم المشركين.
فهذا كما ترى تصريح بما ذكرنا لا يمتري فيه من كان له أدنى بصيرة فضلا عن أعيان المسلمين وعلمائهم، فأي لبس بقي لمن يحاول النجاة أو [يهتدي] بهدي الهداة، فإن في دون ما ذكره عليه السلام وعلله وبرهنه وسهله ما ينقع الغلة، ويزيح العلة، ويوضح الأدلة .
Page 118