364

وبإسناده رفعه إلى جابر بن عبدالله الأنصاري قال: سمعت رسول الله يقول يوم الحديبية وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب وقال: ((هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله -ثم مد صوته- أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب)) فتضمن هذا الخبر معنى الإمامة، ثم أفاد معنى الأمانة بذكر العلم، وأنه لا دخول لأحد إليه إلا من طريق علي عليه السلام قد نهى الله سبحانه عن إتيان البيوت من ظهورها وأمر بإتيانها من أبوابها، فإذا المتصل بالرسول غير علي عليه السلام قد أتى البيوت من حيث نهي عن إتيانها، وكان هذا إشارة تؤيد ما قدمنا من الدلالة على أنه الإمام بعد رسول الله بلا فصل.

ومنه رفعه بإسناده عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله : ((إنما مثل علي في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد في القرآن)).

فتأمل هذا الخبر فهو مفيد جدا؛ لأن قل هو الله أحد سورة الإخلاص فإذا الإخلاص بوده، وفيه معنى التوحيد ولفظه وكانت الإمامة له وحده دون غيره، وفيه معنى الإمامة من لغة العرب وهو ما ذكر في تفسير الصمد أنه السيد المصمود إليه، وهو أولى من قول من قال: هو ما لا جوف له لو كان جسما لكان محدثا وهو تعالى قديم، وقد قال الشاعر:

Page 407