قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم أصل ذلك في العقول، وبعد ذلك في محكم التنزيل، ووحي الواحد الجليل.
فإن قال: وكيف يعقل أن تكون الإمامة في قوم دون سائر الأنام؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن الله عز وجل حكيم، والحكيم لا يحب الفساد، ولا فساد أعظم من أن يجعل دينه في أيدي الخلائق وأمره ونهيه وحدوده وحلاله وحرامه ووعده ووعيده وحجته وأحكامه، فيهمل (1) الكل ويلبس عليهم دينهم ، إذ جعل الإمامة في جميعهم، ولم يكن ذلك في قوم بأعيانهم مخصوصين بذلك من دون غيرهم حتى لا يختلف فيهم، فهذا في المعقول.
وأما في الكتاب فقول الله عز وجل يدل (2) على أصل الإمامة، وكذلك في السنة المجمع عليها عند جميع الأمة.
Page 159