Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Genres
قيل له ولا قوة إلا بالله: ليس إجماعنا معكم على الحق بحجة تثبت لكم باطلكم، ولا رفضكم لحجج الله عز وجل مما يصحح دعواكم، وإنما إجماعنا معكم على إمامة ولد الحسين طاعة منا لربنا نستحق بها منه الثواب، وففريقكم بين آل (1) الرسول معصية تستحقون بها منه العقاب، والله يقول عز من قائل: { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }[الشورى :23]. فإن كان أولاد الحسن من ذوي القربى فقد افترض الله (2) مودتهم، وإن آخرجتموهم من قرابة النبي فأنتم بالبعد أولى منهم، وقال سبحانه: { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [النحل:43، الأنبياء:7]. والذكر فهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الموضع، وذلك قول الله سبحانه: { قد أنزل الله إليكم ذكرا (10) رسولا } [الطلاق:10 - 11]. فسمى رسوله ذكرا، ثم أمر بسؤال أهله.
فإن كان ولد الحسن من آل الرسول لزمكم الإقرار بإمامتهم، وإن كانوا من غير آل الرسول فقد صدقتم في رفضهم، وأصبتم في عداوتهم، ثم أنتم بين أحد وجهين:
إما أن تقروا بإمامتهم، وتتبعوا ما أمركم الله به من سؤالهم، أعني من كان حجة لله (3) منهم، إذ لم يستثن إحدى الطائفتين من دون الأخرى، وأمركم بسؤالهم أمرا.
وإما أن تلجوا في عتوكم ونفوركم، وتخالفوا أمر ربكم، وتظهروا خالفكم (4)، فتثبت حجة الله عليكم.
- - -
Page 198