Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Genres
قيل له ولا قوة إلا بالله: الحجة بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أقدر الخلق على القيام بأمور الدين، وأكمل جميع المسلمين، ولم يعلم ذلك غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه صلوات رب العالمين، وفيه يقول أخوه رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم: ((علي منى بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي)).
ويقول صلوات الله عليه: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره)).
- - -
باب الرد على من زعم أن الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم في ذريته وفي غيرهم من الأمة
قال الحسين بن القاسم صلوات الله عليه: فإن رجع إلى مذهب أمة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فقال: وما أنكرت أن تكون الإمامة بعد النبي في أهل بيته وفي غيرهم، إذ ليس معكم من الروايات شيء إلا ومعنا أكثر منها؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الحق يعرف من ثلاثة أوجه وهي:
محكم الكتاب، والسنة، وحجج الألباب.
فأما أصل ذلك في حجج العقول فإن الحكيم لو جعلها في جميع الناس، لوقعوا في أعظم الالتباس، لكثرة دعاوي الفاسقين، واغتيال الظلمة المنافقين، فمن هاهنا وجب أن تكون الإمامة في أهل بيت معروفين، وبالفضل والشرف مخصوصين.
وأما في الكتاب فقول الله سبحانه:{ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب:33]. وقوله سبحانه لنبيه: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} [الشورى:23]. فافترض سبحانه مودة ذوي القربى من رسوله.
Page 196