Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Genres
قيل له ولا قوة إلا بالله: لإظهار الحسن من فعلهم، لأن الصبر على الكلفة حسن يستوجبون عليه الثواب، لأن التعبد داع إلى الحكمة زاجر عن الجهل، وكلما دعا إلى الحكمة والرشاد، وزجر عن الغي والفساد، ففيه مصلحة لجميع العباد، مع ما في الصبر على المحن التي امتحن الله بها جميع المكلفين من المصلحة لجميع العالمين، والغبطة بما وعد الله من الثواب، والسرور بالنجاة من أليم العقاب، لأن الثواب بعد المحنة أكمل وأعظم للنعمة، وإنما ابتدأ الله الخلق بدار المحنة لإظهار فضلهم، ولعظيم (1) سرورهم بالنجاة بعد خوفهم، وأيضا فإن طول المحن والتجارب، أفضل من الغفلة عن العجائب، لفضل الحكمة والمعرفة على الجهل، ولما في التجارب من لقاح العقل.
مسألة
فإن قال: فما الدليل على صدق الرسل؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على صدقهم ما أتوا به من المعجزات، مثل: إحياء الموتى، وكلام البهائم والشجر، والرمي بالعصا فإذا هي حية تسعى، وفلق البحر، والسير فيه يبسا.
- - -
باب الرد على من جحد نبوة محمد
صلى الله عليه وآله وسلم وعلى جميع الأنبياء وسلم تسليما.
قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي عليهما السلام: فإن رجع إلى قول اليهود فقال: وما أنكرتم من أن تكون النبوة لموسى عليه السلام من دون محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك لأنهما نبيان جميعا لا فرق بينهما.
فإن قال: فبم صحت لك نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: بمثل ما صحت لك نبوة موسى.
فإن قال: صحت لي نبوة موسى بالمعجزات؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: وكذلك صحت لنا نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالمعجزات.
فإن قال: وما علمكم بصدق الرواة؟
Page 194