Majmu'at al-Rasa'il wa al-Masa'il al-Najdiyah (Volume 1)
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الأول)
Publisher
دار العاصمة،الرياض
Edition Number
الأولى،١٣٤٩هـ/النشرة الثالثة
Publication Year
١٤١٢هـ
Publisher Location
المملكة العربية السعودية
Genres
- يعني: وادي القرى-، ومع رسول الله ﷺ عبد له، فلما نزلنا، قام يحل رحله، فرُمي بسهم كان فيه حتفه، فقلنا: هنيئا له الشهادة يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: كلا، والذي نفس محمد بيده، إن الشملة لتلتهب عليه نارا، التي أخذها من المغانم يوم خيبر، لم تصبها المقاسم. قال: ففزع الناس، فجاء رجل بشراك أو شراكين، فقال: أصبته يوم خيبر. فقال رسول الله ﷺ: شراك أو شراكان من نار "١، وعن أبي حازم قال:" أتي النبي ﷺ بنطع من الغنيمة، فقيل: يا رسول الله، هذا لك تستظل به من الشمس. فقال: أتحبون أن يستظل نبيكم بظل من نار؟ "، وعن عبد الله بن عمرو قال:"كان على ثقل النبي ﷺ رجل يقال له: كركره، فمات، فقال رسول الله ﷺ: هو في النار؛ فذهبوا ينظرون إليه، فوجدوا عباءة قد غلها"٢.
فالأحاديث في النهي عن الغلول، والتشديد على من فعله كثيرة جدا.
فاتقوا الله عباد الله، وتعاونوا على البر والتقوى، وتناصحوا فيما بينكم، واذكروا زوال الدنيا، وسرعة انقضائها، وليحذر الناصح لنفسه أن يلقى الله وقد غذّى جسمه بالحرام؛ ففي الحديث عن النبي – ﷺ أنه قال:"أيّما لحم نبت على سحت كانت النار أولى به"٣.
والله-سبحانه- فرض على عباده الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذم من لا يفعل ذلك، فقال -تعالى-: ﴿كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة: ٧٩] .
فمن علم عند أحد شيئا من المغنم، فلينصحه، وليأمُرْهُ بأدائه؛ فإن لم يفعل، فليرفع حاله إلى الأمير، فإنه إذا سكت عن الغالّ كان شريكا له في الإثم.
ففي الحديث عن النبي –ﷺ أنه قال: "من كتم غالاّ فإنه مثله"٤.
ولا عذر لأحد- ولله الحمد- في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والغلول قد فشا في الناس، واشتهر؛ والمعصية إذا خفيت صار وبالها على من فعلها، فإذا
_________
١ البخاري: المغازي (٤٢٣٤)، ومسلم: الإيمان (١١٥)، والنسائي: الأيمان والنذور (٣٨٢٧)، وأبو داود: الجهاد (٢٧١١)، ومالك: الجهاد (٩٩٧) .
٢ البخاري: الجهاد والسير (٣٠٧٤)، وابن ماجه: الجهاد (٢٨٤٩)، وأحمد (٢/١٦٠) .
٣ الترمذي: الجمعة (٦١٤) .
٤ أبو داود: الجهاد (٢٧١٦) .
1 / 19