Majmac Fawaid
مجمع الفوائد
Genres
[التعليق على بيعة أبي بكر]
وقال مولانا شيخ الإسلام العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله على قول المؤلف: والمراد اجتماع أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار وإلا لما تمت بيعة أبي بكر مع تأخر علي عليه السلام صفح (7) في الطبعة الجديدة وفي القديمة (32):
قلت: ياسبحان الله ومن أين تمت بيعة أبي بكر وماهو الدليل على ذلك بأي كتاب أم بأية سنة، كيف تتم بيعة تخلف عنها من هو مع الحق والقرآن والحق والقرآن معه، من هو مولى المؤمنين بنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير، ووليهم بآية المائدة من هو من محمد بمنزلة هارون من موسى عليهم الصلاة والسلام من لاتحصى فضائله ولاتحصر مناقبه، ولو لم يكن نص لقدمه الفضل، وتخلف معه أيضا الحسنان سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وريحانتاه وسيدا شباب أهل الجنة وعم رسول الله (ص) وبقية آبائه العباس وأولاده منهم حبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن العباس وجميع بني هاشم، هذا بإجماع الأمة ورواية أهل الصحاح منهم البخاري، وتخلف معهم أيضا سادات السابقين من المهاجرين والأنصار منهم عمار بن ياسر المشهود له بالجنة وسلمان الفارسي الذي هو من أهل البيت وأبو ذر والمقداد المشهود لهم باشتياق الجنة إليهم والزبير بن العوام وسعد بن عبادة وولده ومن معهم من الأنصار.
وكيف تصح البيعة وقد أجمع أهل بيت النبوة أولهم وآخرهم وسابقهم ولاحقهم على عدم صحتها وإنما اختلفوا في التأويل للمشايخ الثلاثة، أما أنها صحت البيعة وتمت الإمامة فلم يقل بذلك أحد منهم وعلى قود قول المؤلف: إنها تمت البيعة. فكان يجوز قتال المتخلفين المذكورين وعلى رأسهم أمير المؤمنين وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته وسادات المهاجرين والأنصار الذين تخلفوا، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم، وكيف وعمر نفسه وهو رأس العاقدين لتلك البيعة يقول على المنبر: كانت بيعة أبي بكر فلتة.. الخ. برواية البخاري وغيره. ويقول أيضا: فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه وقد نظمت في ذلك الأشعار كما قال:
فبيعة هذا أحكم الله عقدها ...وبيعة هذا فلتة قال صاحبه
فهم يقرون أنها كانت فلتة ويحكمون على من عاد إلى مثلها بالقتل.
Page 333