Majmac Fawaid
مجمع الفوائد
Genres
[من مناقضات القاضي الأكوع]
ومن مناقضات القاضي الأكوع قوله في هذا البحث: تجمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة فتشاوروا فيمن يلي الأمر بعد رسول الله وعلى رأسهم حامل لواء المعارضة سيد الخزرج سعد بن عبادة. فقالوا: إنهم أولى. مستدلين أنهم أووا ونصروا وتبوؤا الدار وهي حجة دامغة وقولة نيرة بينما أبو بكر وصحبه من قريش كعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح قالوا: الخلافة في قريش. محتجين "بأن العرب لاتدين لغير هذا الحي من قريش"، وهي قولة صادقة، لأن قريشا في ذلك الحين حازت أمرين عظيمين الأول البيت الحرام المعمور في عقر دارهم مكة المكرمة منذ القدم تهوي إليهم أفئدة العرب كل العرب والناس المسلمين وتحج إليه كل عام مما جعل قريشا تفتخر بذلك، وثاني الأمرين أن نبينا محمدا بعث منهم فأضاف إلفة إلى تلك الإلفة.
وأقول: تأمل أيها الناظر لهذه المناقضة فكيف تكون حجة الأنصار دامغة، وذلك يقتضي أن الحق لهم وحجة قريش صادقة، وهو المعنى الذي أنكره بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. الخ كلامه المتهافت المتناقض.
ثم قال: وهناك أمور أخرى ليس موضوعها هنا.
أقول: والذي يظهر أن الأمور التي طوى ذكرها هي احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام ومنها: قول أمير المؤمنين عليه السلام: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة. وقوله عليه السلام مخاطبا لأبي بكر:
فإن كنت بالقربى ملكت أمورهم .... فغيرك أولى بالنبي وأقرب
Page 127