Majmac Fawaid
مجمع الفوائد
Genres
وليست لذي فسق وإن قال قائل .... به فهو مردود بنص من الذكر فهذه صرائح أقواله تنادي برد ذلك النقل وإبطاله، وليس لقائل أن يقول يحمل على أن له قولا آخر. لأنا نقول له: أين أنت ياوسنان أصاح أم سكران، أتدري أنك في أصل من أصول الأديان، التي كلف الله عباده فيها الوقوف على حقيقة العرفان، فمثل هذا الإمام لايكون له فيها قولان، إذ يكون قد صدر أحدهما عن غير برهان، إذ العلمان لايتناقضان، وحاشاه وهو قمر الهداية الزاهر، وبحر الدراية الزاخر، وهذا الكتاب أقل من أن يوثق به في هذا الباب أو يصدق في قوله على حملة الكتاب مع أنه لايجوز الإقدام في هذا المقام إلا بطريق شرعية وحجة قطعية وذلك ثابت معقولا ومنقولا ((ولا تقف ما ليس لك به علم
إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)) [الإسراء:36].
ولقد أضر انحراف هذا الشيخ بكثير ممن أخذ عنه واغتر به فلقد
كان الإمام المنصور محمد بن يحيى حميد الدين يقول لولده الإمام المتوكل حين يرى منه بعض المخالفات: تجندرت يا يحيى. لأنه من مشائخه. ولقد حول أكثر أهل الأهنوم وغيرهم إلى أقوال من يتسمون بالسنية.
[مذاكرة في الإرجاء]
وقد جرت مذاكرة بيني وبين الوالد العلامة محمد بن حسن الوادعي ناظرة الشام المتوفى سنة 1369ه عن 77 سنة وكان ذلك بحصن السنارة فتمثل بقول الشاعر:
قال المنجم والطبيب كلاهما .... لن يبعث الثقلان قلت: اليكما
إن صح قولكما فليس بضائري .... أو صح قولي فالوبال عليكما
فأجبت بما معناه: ونحن نقول معشر الوعيديه:
إن صح قولكم فليس يضرنا .... أو صح قولي فالوبال عليكم
فأجاب بقول العلامة هاشم بن يحيى الشامي:
على رغم أنف للوعيدي ابتني .... بتوحيدك اللهم في الخلد مسكنا
ومن يتأول من يشاء فقل له .... إذا كنت بوابا عليها فردنا
Page 105