338

Majmaʿ al-Amthāl

مجمع الأمثال

Editor

محمد محيى الدين عبد الحميد

Publisher

دار المعرفة - بيروت

Publisher Location

لبنان

٢٠٢٩- أَشْغَلُ مِنْ ذَاتِ النِّحْيَيْنِ
هي امرأة من بني تَيْم الله بن ثعلبة، كانت تبيع السمن في الجاهلية، فأتاها خَوَّات بن جُبَير الأنصاري يبتاع منها سَمْنا، فلم يَرَ عندها أحدا، وساوَمَها فحَلَّت نِحْيًا، فنظر إليه ثم ⦗٣٧٧⦘ قال: أمسكيه حتى أنظر إلى غيره، فقالت: حُلَّ نِحْيًا آخر، ففعل، فنظر إليه فقال: أريد غير عذا فأمسكيه، ففعلت، فلما شَغَلَ يديها ساوَرَها فلم تقدر على دَفْعه حتى قضي ما أراد وهرب، فقال:
وَذَاتِ عِيَالٍ وَاثِقينَ بِعقْلهَا ... خَلَجْتُ لهَا جَارَاسْتِهَا خَلَجَاتِ
شَغَلْتُ يَدَيْهَا إذْا أرَدْتُ خِلاَطَهَا ... بِنِحْيَيْنِ مِنْ سَمْنٍ ذَوَيْ عجَرَاتِ
فأخْرَجُتُه رَيَّانَ ينطف رَأسه ... مِنَ الرامك المدموم بالمقرات
ويروى "بالتفرات"جمع ثفرة. والرامك: شيء تُضَيق به المرأة قبلها. والمدموم: المخلوط، والمقرة: الصبر.
فكان لها الويلات من ترك سمنها ... ورَجْعَتها صِفْرًا بغير بَتَاتِ
فَشَدَّتْ على النِّحْيَيْنِ كَفًّا شَحِيحَةً ... على سَمْنِهَا والْفَتْكُ من فَعَلاَتِي
ثم أسلم خَوَّات ﵁، وشهد بَدْرًا، فقال له رسول الله ﷺ: يا خَوَّات كيف شِرَادُك؟ ويروى كيف شراؤك، وتَبَسَّم صلوات الله عليه، فقال: يا رسول الله قد رَزَقَ الله خيرا، وعوذ بالله من الحور بعد الكور، وفي رواية حمزة فقال له النبي ﷺ: ما فَعَلَ بعيرُك؟ أيشرد عليك؟ فقال: أما منذ أسلمت - أو منذ قَيَّده الإسلام - فلا، ويَدَّعِى الأنصار أنه ﵇ دعا بأن تسكن غُلْمته، فسكنت بدعائه، وهجا رجل بني تيم الله فقال:
أنَاسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ منهم ... فَعُدُّوها إذا عُدَّ الصَّمِيمُ
وزعموا أن أم الورد العَجْلاَنية مَرَّتْ في سوق من أسواق العرب، فإذا رجل ييبع السمن، ففعلت به كما فَعَل خَوَّاتٌ بذات النحيين من شَغْل يديها ثم كشفت ثيابه وأقبلت تضربُ شقَّ استه بيديها، وتقول: يا ثارات ذاتِ النِّحْيَيْنِ.

1 / 376