Majmac Amthal
مجمع الأمثال
Investigator
محمد محيى الدين عبد الحميد
Publisher
دار المعرفة - بيروت
Publisher Location
لبنان
٦٤٦- تَهِمُّ وَيُهَمُّ بِكَ
الهَمُّ: القَصْد. يضرب للمغترّ بعمله لا يخاف عاقبته.
٦٤٧- تَركْتُهُمْ فِي كَصِيصَةِ الظّبْيٍ:
قال اللحياني: كَصِيصَةُ الظبي مَوْضِعُه الذي يكون فيه، وقال غيره: هي كفته التي يُصَاد بها.
يضرب لمن يضيق عليه الأمر، ومثلُه:
٦٤٨- تَرَكْتُهْم فِي حَيْصٍ بَيْصٍ وَحِيصِ بِيصِ
ويقال حَيْصِ بَيْصِ وحَيْصٍ بَيْصٍ، فالْحَيْص: الفرار، والبَوْص: الفَوْت، وحَيْص من بنات الياء، وبَيْص من بنات الواو، فصُيِّرت الواو ياء ليزدوجا.
يضرب لمن وقع في أمر لا مَخْلَص له منه فِرار أو فَوْتا.
٦٤٩- تَلَبَدِي تَصِيدِي
التَّلَبُّدُ: اللصوق بالأرض لخَتْل الصيد ومعنى المثل احْتَلْ تتمكن وتظفر.
٦٥٠- تَتابَعِي بَقَرُ
زعموا أن بشر بن أبي خازم الأسدي خرج في سنة أسْنَتَ فيها قومُه وجهدوا فمر بِصُوَار (الصوار - بزنة الكتاب والغراب - القطيع من البقر، والإجل - بكسرة الهمزة وسكون الجيم - القطيع من بقر الوحش) من البقر وإجْلٍ من الأرْوَى فذُعِرَتْ منه فركبت جَبَلًا وَعْراَ ليس له منفذ، فلما نظر إليها قام على شِعْب من الجبل، وأخرج قوسه، وجعل يشير إليها كأنه يرميها، فجعلت تلقى أنفسها فتكسر، وجعل يقول:
أَنْتَ الَّذِي تَصْنَعُ مَا لَمْ يُصْنَعِ ... أنْتَ حَطَطْتَ مِنْ ذَرَا مُقَنَّعِ
كلَّ شَبُوب لَهِقٍ مُوَلَّعِ
وجعل يقول: تتابعي بَقَرُ، تتابعي بَقَرُ حتى تكسَّرت، فخرج إلى قومه، فدعاهم إليها، فأصابوا من اللحم ما انتعشوا به.
يضرب عند تتابع الأمر وسُرْعَة مره من كلام أو فعل متتابع يفعله ناس أو خيل أو إبل أو غير ذلك.
٦٥١- تَنْهَانَا أُمُّنَا عَنْ الْغَيِّ وَتَغْدُو فِيهِ
يضرب لمن يُحْسِنُ القولَ ويسئ الفعل.
٦٥٢- تَطْلُبُ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ
العَيْن: المعاينة. ⦗١٢٨⦘
يضرب لمن ترك شيئا يَرَاه ثم تبع أثره بعد فوت عينه.
قال الباهلي: أولُ من قال ذلك مالك ابن عمرو العاملي، قال: وذلك أن بعض ملوك غَسَّان كان يطلب في عاملَةَ ذَحْلًا، فأخذ منهم رجلين يقال لهما مالك وسِمَاك ابنا عمرو، فاحتبسهما عنده زمانا، ثم دعاهما فقال لهما: إني قاتل أحَدَكما فأيكما أقتل، فجعل كل واحد منهما يقول: اقتلني مكان أخي، فلما رأى ذلك قتل سماكا وخلى سبيل مالك، فقال سِماك حين ظن أنه مقتول:
ألا من شَجَتْ ليلة عامدَهْ ... كما أبدًا ليلَةٌ واحدَهْ
فأبْلِغْ قُضَاعة إن جِئْتَهم ... وخُصَّ سَرَاة بني ساعدة
وأبلغ نِزَارًا على نأيها ... بأنَّ الرِّمَاحَ هي الْعَاِئَدْه
وأقْسِمُ لو قَتَلُوا مالكا ... لكُنْتُ لهم حَيَّةً رَاصِدَهْ
برأس سبيل عَلَى مَرْقَبٍ ... ويومًا على طُرُقٍ وَارِدَهْ
فأمَّ سِمَاكٍ فَلاَ تَجْزَعِي ... فَلِلْمَوْتِ مَا تلِدُ الوالده
وانصرف مالك إلى قومه، فلبث فيهم زمانا، ثم إن رَكْبًا مروا وأحدهم يتغنى بهذا البيت
وأقْسِمُ لو قتلوا مالكا ... لكنت لهم حَيَّةً رَاصِدَهْ
فسمعت بذلك أم سماك فقالت: يا مالك قبح الله الحياة بعد سماك، اخْرُجْ في الطلب بأخيك، فخرج في الطلب، فلقى قاتل أخيه يسيرُ في ناسٍ من قومه، فقال: من أحَسَّ لي الجمل الأحمر، فقالوا له وعرفوه: يا مالك لك مائة من الإبل فكُفَّ، فقال: لا أطلب أثر بعد عين، فذهبت مثلا، ثم حمل على قاتل أخيه فقتله، وقال في ذلك:
يا راكِبًا بَلِّغًا ولا تَدَعًا ... بني قُمَيْرٍ وإنْ هُمُ جَزِعُو
فَلْيَجِدُوا مثلَ ما وَجَدْتُ فقد ... كُنْتُ حَزِينًا قد مَسَّنِي وَجَعُ
لا أسمع اللهوَ في الحديث ولا ... ينفعني في الفِرَاشِ مُضْطَجَعُ
لا وَجْدُ ثَكْلَى كما وَجَدْتُ ولا ... وَجْدُ عَجُول أضَلَّها رُبَعُ
ولا كبيرٍ أضَلَّ ناقَتَهُ ... يوم تَوَافَى الحَجِيجُ واجْتَمَعُوا
ينظر في أوْجِهُ الرِّكاب فلا ... يَعْرِفُ شيئًا والوَجْهُ ملتمع ⦗١٢٩⦘
جَلَّلْتُه صارمَ الحديدة كالـ ... ـملح (كالملح) وفيه سَفَاسِقٌ لُمَعُ
بين ضُمَيْرٍ وباب جِلِّقَ في ... أثوايِهِ من دِمَائِهِ دُفَعُ
أضْرِبُهُ باديًا نَوَاجِذُه ... يدعو صَدَاه والرأسُ مُنْصَدِعُ
بني قُمَير قَتَلْتُ سيدَكم ... فاليومَ لا رَنَّةٌ ولا جَزَعُ
فاليوم قُمْنَا على السِّوَاءِ فَإِنْ ... تجرُوا فدهري ودهركم جَذَع.
1 / 127