============================================================
وقال عمر رضي الله عنه : (لو نادى مناد من السماء : يا أيها الناس؛ إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا. لخفت أن اكون أنا هو، ولو نادى مناد : أيها الناس؛ إنكم داخلون النار إلا رجلا واحدا . . لرجوت أن اكون أنا هو) انتهى [" تاريخ عمر بن الخطاب 151] وقال أبو الفرج : أسلم عمر رضي الله عنه وهو ابن ست وعشرين سنة ، بعد أربعين رجلا وعشر نسوة ونزل جبريل عليه السلام، فقال : يا محمد؛ استبشر أهل السماء بإسلام عمر وقال ابن مسعود رضي الله عنه : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر: وهو أول خليفة دعي بأمير المؤمنين ، وأول من كتب التاريخ للمسلمين ، وأول من جمع القرآن في المصحف، وأول من جمع الناس على قيام رمضان ، وأول من عسى (1) في عمله بالمدينة، وحمل الدرة، وأدب بها، وفتح الفتوح، ووضع الخراج، ومضر الأمصار، واستقضى القضاة، ودؤن الدواوين، وفرض الأعطية، وحج بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حجة حجها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة (2).
استقبل بخلافته يوم الثلاثاء صبيحة موت أبي بكر رضي الله عنه، وكان أول كلام تكلم به : (اللهم؛ إني شديد فليي، واني ضعيف فقوني، وإني بخيل فسخني) وكان للعباس رضي الله عنه ميزاب على طريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، فلما وافى الميزاب.. أصاب عمر من الميزاب ماء فيه صفرة دم، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر، فطرح ثيابه، ولبس غيرها، وصلى بالناس، فاتاه العباس، فقال : والله؛ إنه للموضع الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر لالعباس: وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعل ذلك العباس وأخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه تبنة من الأرض وقال : (ليتني كنت هذذه التبنة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني ، ليتني لم أك شيئا ، ليتني كنت نسيا منسيا) (1) تفقد رهيته ليلا: (2) اخرجه احمد في "فضائل الصحابة (428/1) .
Page 205