177

============================================================

ما قال لي، فلما قدم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لفتح بيت المقدس،. جاءه ذلك الراهب إلى الجابية ومعه تلك الصحيفة، فأمضاها له أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، واشترط عليه ضيافة من يمر به من المسلمين، وأن يرشدهم إلى الطريق . رواه الحافظ ابن اكر رحمه اله وروى الإمام أبو بكر ابن أبي الدنيا رحمه الله بسنده : عن أبي العالية قال : لما قدم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى الجابية. كان راكبا على جمل أورق(1)، تلوح صلعته للشمس، ليس عليه قلسوة، تصطفق رجلاه بين شعبتي الرخل بلا ركاب، وطاؤه كساء أنبجاني(2) ذو صوف، هو وطاؤه إذا ركب ، وفراشه إذا نزل ، وحقيبته تمرة (2) أو شملة(4) حشوها ليف ، كانت حقيبته إذا ركب، ووسادته إذا نزل، وعليه قميص من كرابيس (5)، قد دسم(1) وتخرق جيبه، فقال : ادعوا لي رأس القرية، فدعوا له، فقال : اغسلوا قميصي وخيطوه، وأعيروني قميصا أو ثوبا، فأتي بقميص كتان، فقال : ما هذذا؟ قالوا : كتان ، فقال : وما الكتان ؟ فأخبروه، فنزع قميصه، فغسل ورقع، وأتي به، فنزع قميصهم ولبس قميصه، فقيل له: أنت ملك العرب، وهذذه بلاد لا يصلح بها الابل، فلو لبست شيئا غير هذذا، وركبت برذونا.. لكان ذلك أعظم في أعين الروم ، فقال : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فلا نطلب العز بغير الله . . يذلنا .

زاد في رواية : فأتي ببرذون، فطرح عليه قطيفة بلا رحل ولا سرج وركبه، فجعل يهملج(1)، فقال : (احبسوا احبسوا ، ما كنت أرى الناس يركبون الشياطين قبل هذذا) فأتي بجمله، فركبه رضي الله عنه.

وقال أسلم مولى عمر رضي الله عنه : قدم رفقة من تجار، فنزلوا المصلين، فقال أمير المؤمنين عمر لعبد الرحملن بن عوف رضي الله عنهما : هل لك أن تحرسهم الليلة ؟ قال : (1) الأورق من الإبل : الذي في لونه بياض الى سواد.

(2) اتجاني : هو كساء منوب إلى المدينة المعروفة "منبج ، وهو كساء يتخذ من الصوف وله خثل ولا علم له، وهو من أذون الثياب الغليظة .

3) النيرة : شملة فيها خطوط بيض وسود.

4) الشملة : كساء يتغطى به.

(5) كرابيس: جمع كزياس، وهو القطن.

(6) دسمر: اتسخ () العتلجة : كلة فارسية معربة، ومعناها : حسن سير الدابة في سرعة وتبختر 1

Page 177