162

============================================================

عهدت إليك، فدونك هذا العهد، فخذه إليك، فأنت خليفتي من بعدي على الأمة، فقال عمر : يا خليفة رسول الله ؛ لا حاجة لي فيها ، فقال أبو بكر : إن لم تكن محتاجا إليها. .

فهي محتاجة إليك، وبعد: فإني ما حبوتك بالخلافة، لكني حبوتها بك، ومع ذلك فإني احذرك نفسك؛ فان النفس لأمارة بالسوء، وأحذرك الناس، واعلم : بأنهم خائفون منك ما خفت الله عز وجل، وآثرت رضاء جل جلاله على هواك قال : وقد قدفنا أنه أول من سشمي آمير المؤمنين ، سماه بذلك عدي بن حاتم ولبيد بن ربيعة، حين وفدا إليه من العراق، وقيل: سماه المغيرة بن شعبة، وقيل: إن عمر قال للناس : أنتم المؤمنون وأنا أميركم ، فسمي أمير المؤمنين ، وكان قبل ذلك يقال له : خليفة خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعدلوا عن تلك العبارة ؛ لطولها : ثم قام في الخلافة أتم قيام، وجاهد في الله حق جهاده فجيش الجيوش، وفتح البلدان، ومصر الأمصار، وأعز الإسلام، وأذل الكفر أشد إذلال.

فتح الشام، والعراق، ومصر والجزيرة، وديار بكر، وأرمينية، وأذربيجان، وأران، وبلاد أطيال، وبلاد فارس، وخوزستان، وغيرها: واختلفوا في خراسان، فقيل: فتحها عثمان، وقيل: فتحها عمر، والصحيح: أن شان فتحها وكان عمر أول من دون الدواوين للمسلمين، ورتب الناس على سابقتهم في العطاء، وفي الإذن والإكرام، فكان أهل بدر أول الناس دخولا عليه، وكان علي بن أبي طالب أولهم، وأثبت أسماءهم في الديوان على قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ ببني هاشم وبني المطلب ، ثم الأقرب فالأقرب.

وقد رؤينا عن عثمان وعلي أنهما قالا في عمر : هذذا القوي الأمين: وثبت في "صحيح البخاري " 19067) وغيره : أن عمر رضي الله عنه أول من جمع الناس لصلاة التراويح ، فجمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه، وأجمع المسلمون - في زمنه وبمده- على استحبابها ورووا عن علي رضي الله عنه : آنه مرعلى المساجد في رمضان وفيها القناديل ، فقال : (نؤر الله على عمر قبره كما نور علينا مساجدنا) انتهى [5 التهذيب 12-6/29]

Page 162