============================================================
المسالة الثانية : في تعريف الولي الخاص (1) : قد ثبت من غير ما طريق : آن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أولياء الله سبحانه وتعالى. . قال : "الذين إذا رؤوا. . ذكر الله" رواه البزار رحمه الله تعالى في ورواه أيضا الحافظ أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله من طريقين ، ولفظه في أحدهما (6/1) : عن أبي منصور مولى الأنصار: آنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "قال الله تعالى : إن أوليائي من عبادي ، وأحبائي من خلقي : الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم " انتهى وليس لقائل أن يقول : لم لا عرفت الأولياء بقوله سبحانه وتعالى : ألا إب أوليلة الله لا خوف عليهد ولاهم يحزثوب* الذيب ء امنوا وكا فو أيتقو) لأنا نقول : إن الآية الكريمة لم ترد في هذا على سبيل التعريف لهم ، بخلاف ما ذكرنا من الحديث؛ فإنه ورد على سبيل التعريف لهم، فهو نص في المقصود.
وأيضا فإنا نقول : الآية الكريمة ليست نصا صريحا في وصفهم ؛ لأن قوله تعالى : آلذي ءامنوا وكانوا يتقوب) يجوز أن يكون مبتدأ خبره ما بعده ، وهو قوله تعالى : (لهرالبشري)، واذا كان كذلك. . فلا يتم التعريف المذكور.
وأما قوله تعالى : ( الله ولي الذي مامنوا . فليس فيه دلالة على هلذا ، فإن المراد به : الولاية العامة بالنصرة والإعانة، والصحابة رضوان الله عليهم فهموا ذلك وهم القدوة في كل علم، ولكونهم فهموا أن المراد بالولاية العموم من النصر والإعانة. سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الولي الخاص، فأجابهم رسول الله بما ذكرناه (1) عرف القشيري الولي في الرسالة" (ص201) بقوله : الولي له معنيان : احدما : فعيل بمعتى مفعول، وهو من يتولى الله سبحانه وتعالل آمره؛ قال الله تعالى : (وهو بتول القرلحين)، فلا يكله إلى نفسه لحظة، بل يتولى الحق سبحانه رعايته والثاني : فعيل مبالغة من الفاعل، وهو الذي يتولى حبادة الله تعالى وطاعته فعبادته تجري على التوالي من غير أن يتخللها عصيان ومن شرط الولي أن يكون محفوظا كما أن من شرط النبي أن يكون معصوما . اه
Page 106