يا سائرين إلى البيت العتيق لقد ... سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا ... ومن أقام على عذر كمن راحا
هذا وربما سبق القاعد بقلبه، السائر ببدنه في ركبه.
رأى بعضهم في المنام عشية عرفة قائلا يقول: أترى هذا الزحام على هذا الموقف، فإنه لم يحج منهم أحد إلا رجل تخلف عن الموقف فحج بهمته، فوهب له أهل الموقف.
هذا من كرم الله الواسع ورحمته العامة، وخيراته العظيمة.
خرج ابن أبي الدنيا من طريق الصباح بن موسى، عن أبي داود السبيعي القاص، عن ابن عمر رضي الله عنهما [قال]: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يبقى أحد يوم عرفة في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا غفر الله له)) فقال رجل: لأهل معرف يا رسول الله أم للناس عامة؟ قال: ((بل للناس عامة)).
يعني لمن وقف بعرفة ومن لم يقف بها.
وجاء بلفظ آخر عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الله عز وجل ينظر [إلى] عباده يوم عرفة فلا يدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من الإيمان إلا غفر له)) قال: فقلت لابن عمر -رضي الله تعالى عنهما-: للناس جميعا أو لأهل عرفة؟ قال: للناس جميعا.
ولهذه المغفرة والرحمة تعرض جماعة من السلف، حيث كانوا يتشبهون بالحاج يوم عرفة في السنة التي لم يحجوا فيها، ويرون فعل ذلك في المساجد ويسمى (التعريف) بغير عرفة.
Page 180