وحدث إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز [قال]: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما رئي الشيطان يوما هو أصغر ولا أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا أن الرحمة تنزل فيه فتتجاوز عن الذنوب العظام، إلا ما رأى يوم بدر)) قيل: وما رأى يوم بدر؟ قال: ((أما إنه قد رأى جبريل عليه السلام يزع الملائكة)).
وقال أبو مطيع عبد الرحمن بن المثنى: سمعت علي بن الجارود قال: كنا خرجنا في طلب العلم فمررنا عشية عرفة أنا وصاحب لي بمدينة قوم لوط، فقلت أنا لصاحبي -أو قال لي-: ادخل نتطوف في هذه السكك، ونحمد ربنا على ما عافانا مما ابتلاهم به، قال: فبينا نحن نطوف في تلك السكك إلى غروب الشمس، إذا نحن برجل كوسج أشعث أغبر على جمل له أحمر، فوقف علينا فسألنا: من أنتم؟ [ومن أين انتم؟] فأخبرناه، فلما أراد أن يجوزنا قلنا له: من أنت؟ فتغافل، فقلنا: لعلك إبليس! فقال: أنا إبليس!، قلنا: يا ملعون من أين؟ قال: هذا وجهي من الموقف، رأيت اليوم ثم من كان يذنب [منذ] خمسين سنة حتى كنت شفيت صدري منه، فاليوم نزل عليه الرحمة، فلم أصبر في ذلك حتى وضعت التراب على رأسي، وجئت ها هنا أنظر [إليهم]، يسكن ما بي.
Page 172