فلكي لا يستعمل في هذا البحث شيئا من الأسباب الحقية هنا بآلة نستطيع أن نرصد بها // على أكثر ما يمكن كم يكون اختلاف منظر القمر بالحقيقة وكم بعد موضعه من نقطة سمت // الرؤوس في الفلك العظيم المخطوط على قطبي الأفق وعلى مركز القمر اتخذنا عضادتين // ذواتي أربعة أركان أما طولهما فلا تكونان أقل من أربع أذرع لكي يمكن أن يقسم الطول // بأجزاء كثيرة وأما قدر ما يحيط بكل واحدة منهما فقدر حسن وسط من الأقدار // وبقدر ما لا يعوجا من أجل طولهما بل ليكونا شديدي الاستقامة والانبساط على // أدق وأحق ما يمكن من استقامة كل ضلع من أضلاعهما ثم خططنا بعد ذلك في // وسطي السطحين الأعرضين من كل واحد منهما خطوطا مستقيمة (¬186) في الطول // وركبنا في كل طرفي إحداهما شظيتين مربعتين متساويتين متوازيتين قائمتين على // السطح قائم وسطاهما على الخط الذي في وسط السطح وثقبنا في وسط كل واحدة // منهما ثقبا وصيرنا وسط كل واحد من الثقبين على حقيقة الخط الذي في وسط العضادة // وجعلنا الثقب الذي تصير عين الناظر عليه أصغر والثقب الذي يلي القمر أعظم بقدر // ما إذا نظر الناظر بإحدى عينيه من الثقب الأصغر استطاع أن يرى كل القمر من // الثقب الأعظم الذي يقابله وثقبنا كل واحدة من العضادتين عند أحد الطرفي // الذي عنده الشظية التي فيها الثقب الأعظم في حق وسط الخطوط ثقبا بالاستواء // وركبنا فيهما سهما ينتظم العضادتين ونربط إحداهما بالأخرى كارتباط // الخوطوط بالمركز وأثبتنا العضادة التي ليست فيها الشظيتان على قاعدة إثباتا // B شديدا محكما وجعلنا العضادة الأخرى التي فيها الشظيتان سلسة المدار إلى // كل ناحية بلا ميل ولا زوال عن مدارها وتعلمنا على حق وسطي الخطين الذين في // كل واحدة من العضادتين عند الطرفين اللذين يليان القاعدة علامتين يكون عبدهما // من المركز الذي فيه السهم سواء على أكثر ما يمكن من الاستواء وقسمنا الخط // المحدود الذي في العضادة الثانية بستين جزءا وقسمنا كل واحد من هذه الأجزاء بما // أمكن من الأجزاء وركبنا في طرفي هذه العضادة الثانية من خلفها شظيتين كالوتدين // فيها تكون أضلاعهما التي تلي كل ناحية على ذلك الخط تقابل بعضها بعضا ويكون // بعدها من الخط الأوسط من جميع النواحي سواء لكي إذا علق الشاقول وصار // خيطة فيما بين الشظيتين علم أن العضادة الثانية قائمة على سطح الأفق غير مائلة // وقد كنا تقدمنا فهيأنا خط نصف النهار في سطح مواز لسطح الأفق فنصبنا فيه // هذه الآلة في موضع مضيء غير مظلم قائمة وصيرنا أركان العضادتين التي بها // انضمام إحداهما إلى الأخرى بالسهم مواجهة للجنوب حتى تصير السطحان // المتطابقان موازيين لخط نصف النهار الموضوع وصيرنا العضادة التي لها // القاعدة قائمة غير مائلة ولا قلقة بل ثابتة بإحكام وجعلنا الأخرى سلسة المدار // على السهم {بسند} معتدل في سطح فلك نصف النهار وزدنا عضادة أخرى دقيقة مستقيمة // وركبناها في مسمار صغير في طرف الخط المجزإ الذي عنده القاعدة لتكون هي أيضا // سلسة المدار عليه وينتهي إلى أكثر مدار طرف الخط الذي في العضادة الدائرة المساوي // طوله لطول الخط الذي في العضادة الثانية لكي يمكن بها إذا كان مدارها مع ذلك الطرف // أن ينتهي بها البعد الذي بين الطرفين بالاستواء وكنا نجعل أرصاد القمر على هذه الجهة // التي نذكر إذا كان مجاز القمر في حق خط فلك نصف النهار وفي نقطتي المنقلبين // من فلك البروج لأنه في مثل هذه الحالات تكون الأفلاك العظام المخطوطة على قطبي الأفق // وعلى مركز القمر هي الأفلاك المخطوطة على قطبي فلك البروج بالتقريب التي فيها يرى // مجاز القمر في العرض وبعده الحقي من نقطة سمت الرؤوس ومن أجل ذلك يتيسر أخذه // ندير العضادة التي فيها الشظيتان إلى القمر عند ممره على خط نصف النهار حتى // يرى الناظر مركز القمر من كلا الثقبين ومن وسط في الثقب الأعظم ونتعلم بالعضادة // الدقيقة بعد ما بين الطرفين من الخطين (¬187) اللذين في العضادتين ثم نضعها على الخط // المجزإ بستين جزءا في العضادة القائمة الثانية فنجد عدد أجزاء الخط البعد الذي // ذكرنا بالمقدار الذي به يكون نصف قطر الفلك الذي يخطه المدار في سطح فلك // نصف النهار ستين جزءا ثم نأخذ القوس التي يوترها خط هذا البعد ونقول إنها قوس // البعد الذي كان إذ ذاك بين مركز القمر الذي يرى وبين نقطة سمت الرؤوس في // الفلك العظيم المخطوط على قطبي الأفق وعلى القمر وهذا الفلك كان إذ ذاك هو // فلك نصف النهار المخطوط على أقطاب فلك معدل النهار وفلك البروج ولكي نعلم // بالحقيقة أكثر ما يكون مجاز القمر في العرض كما نقيس بالنظر في الوقت الذي يكون فيه // القمر في نقطة المنقلب الصيفي وفي أقصى بعد الشمال من فلك القمر المائل لأنه إذا // كان في هاتين النقطتين يكون مجازه في العرض في الحس طويل المكث بطيء الحركة ولأن // القمر إذا كان عند ذلك عند نقطة سمت الرؤوس في الخط الموازي المخطوط على // الاكسندرية الذي فيه كنا نستعمل الأرصاد كان موضعه الذي يرى مثل موضعه // الحقي بالتقريب فوجدنا في أمثال هذه المجازات بعد ما بين مركز القمر من نقطة // سمت الرؤوس جزأين وثمن جزء بالتقريب حتى استبان من هذا البحث أن أكثر بعد // A القمر في العرض إلى جنبتي فلك البروج خمسة أجزاء وهي الأجزاء الزائدة على أجزاء ما بين // نقطة سمت الرؤوس وبين فلك معدل النهار التي استبانت أنها بالاكسندرية // ثلاثون جزءا وثمان وخمسون دقيقة ننقص جزأين وثمن جزء الذي هو بعد الرؤية وقد // استبان أن بعد ما بين فلك معدل النهار وبين نقطة المنقلب الصيفي ثلاثة وعشرون // جزءا وإحدى وخمسون دقيقة ولكي نبحث عن اختلاف المنظر رصدنا القمر أيضا // على مثل تلك الجهة أما إذ كان في نقطة المنقلب الشتوي من أجل ما قد قدمنا ذكره // ولأن إذ ذاك كان أكثر بعده من نقطة سمت الرؤوس كمثل مجازه كان في فلك // نصف النهار كان يكون اختلاف منظره أكثر وأبين ولنضع من اختلافات المناظر // التي رصدناها في مثل هذه المجازات اختلاف منظر واحد أيضا نبين به جهة // مأخذ حسابه وحساب ما يبقى من اختلاف المناظر على ما يتلو //
<V.13> النوع الثالث عشر في برهانات أبعاد القمر //
Page 77