قد وصفنا وبينا في القول الذي قبل هذا كل ما يعرض في حركة الشمس وإذ نريد أن نبتدئ بعد ذلك على ما // ينبغي بالقول على حركة القمر رأينا أن أول ما ينبغي أن نطلب ذلك به من الأرصاد ألا يكون ذلك بالحدس // بل أما في إدراك على ذلك فينبغي أن نتخذ البرهانات التي ليست من طول الزمان فقط ولكن منه ومن الأوقات // التي تكون فيها أرصاد الكسوفات القمرية فإن بهذه فقط توجد مواضع القمر بالحقيقة لأن // الأرصاد الأخر التي تكون إما من موضع القمر من الكواكب الثابتة في مجازه وإما من قبل الآلات وإما // من قبل كسوفات الشمس فقد يمكن أن يكون في كل ما نرى من ذلك الخطأ الكثير من أجل اختلاف // المناظر القمرية وأما في إدراك جزئي ذلك وأقسامه فبتلك الأرصاد وبالأرصاد الأخر يدرك // ذلك فإن البعد الذي بين كرة القمر وبين مركز الأرض ليس هو مثل بعد مركز دائرة البروج حتى // يكون قدر عظم الأرض عنده كالنقطة ❊ فبالاضطرار الا يكون الخط الذي يخرج من مركز الأرض // الذي هو مركز فلك البروج ويجوز على مركز القمر إلى نواحي فلك البروج الذي إليه يقاس حقيقة مجاز // كل الكواكب في الحس في كل حين مثل الخط الذي يخرج من موضع من وجه الأرض أعني خط // منظر الأرصاد الذي يخرج إلى مركز القمر الذي عليه يرى مجاز القمر المبصر ولكن إذا كان // القمر على رأس الراصد فعند ذلك فقط يكون الخطان واحدا الذي يخرج من مركز الأرض ومن // منظر الناظر إلى مركز القمر وإلى فلك البروج وإذا كان القمر مائلا كيف ما كان عن سمت // رأس الراصد اختلف الخطان وتقاطعا على قدر ميل القمر ومن أجل ذلك لا يكون مجاز القمر // المبصر مثل الحقي لأن البصر ينصرف وينحط من موضع بعد موضع التي تقع عليها الأرصاد // على قدر الزوايا التي تكون من ميل الخطوط وتقاطعها ومن أجل ذلك يعرض في كسوفات الشمس // التي تكون من قبل مجرى القمر وستره للشمس عن الأبصار إذا وقع القمر في ظله الصنوبري // الذي بين الأبصار وبين الشمس وتصير الظلمة مختلفة من أولها إلى آخرها ولا تكون بحال واحدة // في كل موضع لا في العظم ولا في الأزمان من أجل الأسباب التي ذكرنا أن القمر لها تستر الشمس // ويكون ما يستر منها مواضع مختلفة من جرمها ❊ وأما الكسوفات القمرية فليس يعرض // فيها شيء مما يعرض من قبل اختلاف المناظر القمرية لأن منظر الأبصار ليس بسبب لما يعرض في // القمرية من الكسوف والقمر إنما يستضيئ من نور الشمس فالشمس أبدا تشرق على نصف دائرة // كرته المقابل للشمس وفي بعض الزمان يرى كل القمر ممتلئا نورا لأن نصف كرته المستدير يكون // ذلك كله مائلا إلينا مواجها لنا وإذا كان استقبال القمر للشمس الذي فيه يكون وقوعه في // ظل الأرض الصنوبري الذي دوره خلاف دور الشمس أبدا فعند ذلك يظلم ويذهب من // ضوئه بقدر ما يقع في الظل منه تستر الأرض من نور الشمس (¬135) عنه ولذلك نرى كسوف القمر في جميع // B نواحي الأرض بحال واحدة في قدر ما ينكسف منه وفي أقدار أزمان الكسوف ومن أجل ذلك ينبغي في [ كلي ] <كل> // ما يبحث عنه طلب مواضع القمر الحقية وليس مواضعه بالرؤية لأن ما كان متساويا متشابها وعلى // تقدير واحد فقد ينبغي ويجب أن نقدم وضعه قبل وضع المختلف [ المختلف ] التقدير ونقول إنه لا ينبغي // استعمال أرصاد غير الكسوفات لأن مواضع القمر قد تدرك بأبصار أهل الرصد وإنما ينبغي استعمال // أرصاد الكسوفات القمرية وحدها فقط لأنه لا ينتفع بالبصر فيها لإدراك مواضع القمر // لأن الجزء الذي تكون فيه الشمس من فلك البروج في زمان وسط الكسوف الذي فيه يكون مركز // القمر في استقبال الشمس في الطول بالحقيقة فبين أن مركز القمر يكون في الجزء المقابل للشمس // بالحقيقة في زمان وسط الكسوف //
<IV.2> النوع الثاني في معرفة أزمان أدوار القمر //
Page 50