174

Majānī al-adab fī ḥadāʾiq al-ʿArab

مجاني الأدب في حدائق العرب

Publisher

مطبعة الآباء اليسوعيين

Publisher Location

بيروت

Genres

ما يقبل به التأديب ويفعل ما يأمره به سائسه من السجود للملك وغير ذلك من الخير والشر في حالتي السلم والحرب. وفيه من الأخلاق أنه يقاتل بعضه بعضًا والمقهور منهما يخضع للقاهر. وربما مر بالإنسان فلا يشعر به لحسن خطوه واستقامته. وذكر في كتاب كليلة ودمنة أن الفيل لا يأكل علفه إلا أن يتلمق (للابشيهي والدميري) ٣٤٤ (ألقاقم والسمور) . ألقاقم هو أحسن أنواع الفراء. وتساوي ألفروة منه ببلاد الهند ألف دينار. وهي شديدة البياض من جلد حيوان صغير في طول الشبر. وذنبه طويل يتركونه في الفروة على حاله. والسمور دون ذلك. تساوي الفروة منه أربعمائة دينار فما دونها. ومن خاصية هذه الجلود أنه لا يدخلها القمل. وأمراء الصين وكبارها يجعلون منه الجلد الواحد متصلًا بفرواتهم عند العنق. وكذلك تجار فارس والعراقين (لابن بطوطة) ٣٤٥ (ألقرد) . حيوان قبيح مليح. يضحك ويطرب ويفهم سريعًا. ويتعلم الصناعات الدقيقة كالنسيج. فإن الثياب العريضة لا يحوكها صائغ واحد فيعلم الصانع قردًا ويرمي المحوك إلى جانب القرد والقرد يرمي إليه. وأهدى ملك النوبة إلى المتوكل قردين أحدهما خياط والآخر صانع. وأهل اليمن يعلمون القرود قضاء حوائجهم. حتى البقال والقصاب إذا غاب سلم دكانه إلى القرد

1 / 180