157

Majānī al-adab fī ḥadāʾiq al-ʿArab

مجاني الأدب في حدائق العرب

Publisher

مطبعة الآباء اليسوعيين

Publisher Location

بيروت

Genres

من جزيرة إلى جزيرة حتى أشرفنا على جزيرة السلاهط. وفيها الصندل الكثير. فرسا المركب هناك. وخرج التجار إلى الجزيرة ونقلوا بضائعهم وبدؤوا يبيعون ويشترون مع أهلها. فقال لي الرئيس: يا أخي. قلت: نعم يا سيدي. فقال لي: معنا وديعة لرجل تاجر كان معنا من مدة زمان وعدم ونحن نتاجر له فيها حتى ننظر أحدًا من أهله نعطيه إياها. وأنا أريد أن تحرسها فأعطيك أجرتك. ثم إنه أحضر حمالين ونقلوها إلى باقي الأحمال. وابتدأ الكاتب يكتب الأحمال باسم
أصحابها. فقال الكاتب للرئيس: وهذه الأحمال باسم من اكتبها. قال: السندباد البحري. فلما سمعت ذلك الكلام انزعجت وخفق قلبي ثم إني صبرت حتى انتقلت الأحمال إلى أماكنها وجلس التجار في راحتهم. فتقدمت إلى الرئيس وقلت له: يا مولاي أين صاحب هذه الوديعة وكيف أمره وحاله. فقال لي: كان معنا من مدة سنتين تاجر رجل تاجر بغدادي اسمه السندباد البحري. فنزلنا ذات يوم على جزيرة في البحر كثيرة الأشجار والأثمار فخرج التجار إليها ليستريحوا ويتنزهوا على أشجارها وأثمارها. فلما كان آخر النهار اجتمع جميع التجار إلى المركب والسندباد ليس هو معهم فنسيناه في الجزيرة وسرنا لا ندري ما جرى له. وهذا ماله وسأقر له به وقد كسب شيئًا كثيرًا. ونحن ندور على واحد من أهله أو من بلده حتى نرسل له رزقه فما وجدنا. فقلت له: أنا

1 / 163