127

Majallat Thaqafa

مجلة «الثقافة» السورية

Genres

للبحث في الصلات القائمة بين علم الاجتماع والأخلاق بداعي أنه يمكن الاستعاضة عن الأخلاق بعلم الاجتماع وقد أرادوا بذلك أن يؤسسوا أخلاقا مستنبطة من العلم ولكن أليس في ذلك ما يؤيد أن علم الاجتماع في وضعه هو كالأخلاق على أن الأخلاق لا يمكن أن تتصف بصفة العلم بمعناها الوضعي المعروف يزاد على ذلك ما ينشأ من الخطر من جراء وصفها بهذه الصفة وسترها بها الستار العلمي الموهوم. أما في علم وصف الجماعات فليس هنالك ما يدعو لهذا المحاذير ولهذا الخلط بين شيئين مختلفين فالباحثون يكتفون بوصف الأوضاع الاجتماعية من الوجهة الفكرية والمادية دون أن يحتاجوا للاستعانة بما يسميه دور كليم في قواعده الاجتماعية (التصرف تقديم الأدلة) وبذلك يصفون الحادثات الاجتماعية كما هي دون أن يجعلوا منها أدلة وحججًا ليسخروها في تأييد نظرية من النظريات الموضوعة. فعلى هذا الأساس الذي يأبى أن يستعجل الشيء قبل أوانه يجب أن يبنى العلم الاجتماعي وبهذه الشروط وحدها يمكنه أن يكون علمًا خصبًا يبحث في أوضاع الإنسان بحثًا دقيقًا تستطيع الإنسانية أن تستفيد منه في الآتي فوائد كبرى. دمشق في ٢٨ آذار سنة ٩٣٣ جان غولميه

2 / 33