194

Majālis maʿ faḍīlat al-shaykh Muḥammad al-Amīn al-Shanqīṭī

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

الكويت

Genres

صواب، والتحقيق أنَّ السلوى يطلق في لغة العرب على العسل، ومنه قول الهذلي:
وقاسمتُها باللَّهِ جهدًا لأنتمُ ... ألذُّ من السلوى إذا ما نشُورها
والشَّورُ: استخراج العسل خاصة، لكن ليس المراد بالسلوى في الآية العسل، وإنما المراد به طائر كما عليه عامة المفسرين هو السماني، أو طائر يشبه السماني.
وقوله: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ محكيُّ قولٍ محذوف؛ أي: وقلنا لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم كهذا المن والسلوى، وهما طيبان حسًّا ومعنى للذاذة طعمهما، وحِلِّيتهما شرعًا لأنهما من وفضل من الله جل وعلا.
﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ هنا محذوفٌ دل المقام عليه؛ أي: أنعمنا عليهم هذه النعم، فقابلوا نعمنا بعدم الشكر وارتكاب المعاصي، وما ظلمونا بتلك المعاصي التي قابلوا بها نعمنا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، وقال بعض العلماء: أمروا أنْ لا يدخروا من المنِّ والسلوى فخالفوا أمر الله وادَّخروا وما ظلمونا بذلك الادِّخار المنهي عنه ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، والقول الأول أشمل وهو الصواب.

1 / 196