206

Majalis Wacziyya

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

Investigator

أحمد فتحي عبد الرحمن

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

Ḥadīth
وألصقها فلصقت (١) .
ورد الله على أعمي بصره بتوسله به ﷺ فقد روى النسائي عن عثمان بن حنيف: «أن أعمي قال: ادع لنا الله أن يكشف لي عن بصري فقال له: انطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قال: اللهم إني أسألك وأتوجه اليك بحرمه محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك أن يكشف عن بصري، اللهم شفعه فيَّ قال: فرجع وقد كشف الله عن بصره» (٢) .
إن كان عيسى أبرأ الأعمي بدعوته ......فكم بتفلة قد رد من بصر
نزل أبو سفيان المدينة ومات بها سنة إحدى وثلاثين، وقيل: سنة أربع وثلاثين وهو بن ثمان وثمانين سنة، وصلى عليه عثمان بن عفان، ودفن بالبقيع.

(١) بينت الروايات والأخبار أن اللقاء بين معوذ وأبو جهل كان في غزوة بدر الكبري، وبينت الأخبار أيضًا أن معوذ استشهد في نفس الغزوة بعد أن ساهم في قتل أبي جهل هو وأخوه عوف أجهدا أبو جهل حتى وقع على الأرض صريعًا وبعدها قتله عبد الله بن مسعود، ولم نقف على ما أورده المصنف هاهنا.
يقول ابن سعد في الطبقات الكبرى (٣/٤٩٢): معوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم، وأمه عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، شهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية محمد بن إسحاق وحده، وشهد بدرًا وهو الذي ضرب أبا جهل هو وأخوه عوف بن الحارث حتى أثبتاه وعطف عليهما أبو جهل لعنه الله يومئذ فقتلهما، ووقع أبو جهل صريعًا فذفف عليه عبد الله بن مسعود ﵀، وليس لمعوذ بن الحارث عقب.
وقال ابن عبد البر في الإستيعاب (٤/١٤٤٢، ترجمة ٢٤٧٣) شهد بدرًا مع إخوته معاذ وعوف بني عفراء هو الذي قتل أبا جهل بن هشام يوم بدر ثم قاتل حتى قتل يومئذ ببدر شهيدًا قتله أبو مسافع.
وانظر أيضًا في ذلك الإصابة (٦/١٩٣) .
(٢) رواه النسائي في السنن الكبرى (٦/١٦٨، رقم ١٠٤٩٤) عن عثمان بن حنيف بلفظ: «أن رجلا أعمى أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله إني رجل أعمى فادع الله أن يشفيني قال: «بل أدعك» قال: أدع الله لي مرتين أو ثلاثا قال: «توضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد نبي الرحمة» فقال: يا محمد إني أتوجه بك إلى الله أن يقضي حاجتي أو حاجتي إلى فلان أو حاجتي في كذا وكذا: اللهم شفع في نبيي وشفعني في نفسي.
وأخرجه أيضًا: أحمد (٤/١٣٨، رقم ١٧٢٨٠)، والحاكم في المستدرك (١/٧٠٠، رقم ١٩٠٩)، والطبراني في المعجم الكبير (٩/٣٠، رقم ٨٣١١)، وفي المعجم الصغير (١/٣٠٦، رقم ٥٠٨) .

1 / 252