الذي بشر به النبي ﷺ بقوله: «ينقطع العلم فلا يبقى عالم أعلم من عالم المدينة» رواه
الترمذي وغيره (١) .
وحديث آخر: «ليس على ظهر الدنيا أعلم منه، فتضرب الناس إليه أكباد الإبل» .
وفي لفظ آخر «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة» (٢) .
فالمراد بعالم المدينة في الأحاديث المذكورة هو الإمام مالك كما قاله التابعون وتابعوهم، ولم يعرف أن أحدًا ضربت إليه أكباد الإبل مثل ما ضربت إليه.
قال أبو مصعب (٣): كان الناس يزدحمون علي باب مالك ويقتتلون عليه من الزحام لطلب العلم.
وقال يحيى بن شعبة: دخلت المدينة سنة أربع وأربعين ومائة ومالك أسود الرأس واللحية، والناس حوله سكوت لا يتكلمون هيبة له، ولا يفتي أحد في مسجد رسول الله ﷺ غيره، فجلست بين يديه، وسألته فحدثني فاستردته فزادني، ثم غمزني أصحابه فسكت.
وقال مالك: ما جلست للفتيا حتى شهد لي سبعون شيخًا من أهل العلم أني مرضاة لذلك.
ومن مناقبة ما حكاه محمد بن رمح قال: حججت مع أبي وأنا صبي لم أبلغ الحلم