============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم 19- وأنه تعالى عن قولهم له حد(1) يعلمه هو ولا يعلمه غيره: حيث قال الإمام ابن تيمية: "ويقولون لهم - أي المثبتة -: قد دل الكتاب والشنة على معنى ذلك كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرآن(2)، مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات، وأن بينه وبين الخلق انفصالا ومباينة بحيث يصح معه أن يعرج الأمر إليه ويصعد إليه (3) ويصخ أن يجيء هو(4)"(5).
و وقال الإمام ابن تيمية أيضا: "وذلك لا ينافي ما تقدم، من إثبات أنه في نفسه له حد يعلمه هو ولا يعلمه غيره"(2).
هذا، وأنكر الحافظ ابن حبان (ت/4 35) صاحب "الصحيح" الحد لله، فقال في مقدمة كتابه "الثقات": "الحمد لله الذي ليس له حد مخدود فيختوى، ولا له أجل معدود فيفنى، ولا يحيط به جوامع المكان، ولا يشتمل عليه تواتر الزمان، ولا يدرك (1) الحد: هو طرف الشيء ومنتهاه. انظر: مرتضى الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس .(218 (2) ادعاء غير صحيح إذ ليس هنالك آية قطعية الدلالة أو ظنية الدلالة تثبث لله الحد تعالى الله عن ذلك.
(3) ما ورد في القرآن من عروج الروح والملائكة إليه، معناه كما قال أبو حيان الأندلسي في تفسير قوله تعالى: تعرج المللهكة رالروخ إلنه } [المعارج/4] من تفسيره (272/10): "أي: إلى المكان الذي هو محلهم وهو في السماء لأنها محل بره وكرامته".
وقال في تفسير قوله تعالى: اليه يصعدالكلرالطيب والعمل الصطع يرفعة } ([فاطر/10] من تفسيره (19/9) ما نصه: "وصعود الكلام إليه تعالى مجاز في الفاعل وفي المسمى إليه، لأنه تعالى ليس في جهة، ولان (الكلم) ألفاظ لا توصف بالصعود لأن الصعود من الأجرام يكون، وإنما ذلك كناية عن القبول ووصفه بالكمال كما ئقال: علا كعبه وارتفاع شأنه، ومنه ترافعوا إلى الحاكم، ورفع الأمر إليه، وليس هناك علو في الجهة".
(4) إذا صح عند المجسمة آنه يجيء فمعنى ذلك أن الله تعالى عن قولهم زالت عنه صفة العلو المكاني11 5) ابن تيمية، بيان تلبيس الجهمية (445/1).
(2) المصدر السابق (443/1).
Page 96