============================================================
المطلب الاول و تنزيه الله عن الجسمية ولوازمها عقيدة أغلب الفرق الإشلامية
أجمعت الأمة الإشلامية بمختلف مدارسها وطوائفها من أهل الشنة والجماعة (الأشاعرة والماتريدية(1) وفضلاء الحنابلة(2))، والشيعة (الإمامية والزيدية)، والمعتزلة، والإباضية وعلى اختلاف بينها في وجهات النظر السياسية والفقهية والعقدية - على تقديس الله تعالى وتتريهه عن الوصف بالجسم والأمكنة والحدود والأركان والغايات والجهات؛ وهذا الإجماع مبني على القواعد القطعية المآخوذة من النصوص المحكمة من القرآن العظيم، والسشنة الصحيحة، والعقل الحصيف، ولم يشذ عن هذا الإجماع إلا بعض طوائف المجسمة من الحشوية(2) وبعض الحنابلة ممن أطلقوا على أنفسهم أتهم (أهل (1) قال السيد مرتضى الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" (6/2): "إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية".
(2) هم الحنابلة الذين لا يقولود بالتجسيم والتشبيه، كالحافظ أبي الفضل التميمي البغدادي (ت/410 ه) الذي نقل في كتاب "اعتقاد الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن حنبل" عن الإمام أحمد إنكاره الجسمية في حق الله تعالى، والحافظ ابن الجوزي الحنبلي (ت/ 597ه) الذي رد على الحنابلة القائلين بالتجسيم وبين بطلان عقائدهم في كتابه: "ادفع شبه التشبيه بأكف التنزيه".
(3) الحشوية: هم الذين يحشون الأحاديث بالإسرائيليات والموضوعات المكذوية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإثبات الجسمية ولوازمها في حق الله تعالى، قال الإمام محمد بن علي التهانوي (ت/1158ه) في "موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم" (678/1): لهم قوم تمسكوا بالظواهر فذهبوا إلى التجسيم وغيره؛ وهم من الفرق الضالة".
Page 29