============================================================
هدف الكتاب يبين الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في هذا الكتاب - كما في سائر كتبه العقدية عقيدة أهل السنة والجماعة في حق الله تعالى، والتي تنص على أن الله تعالى: "واحد قديم لا أول له، أزلي لا بداية له، مستمر الوجود لا آخرله، أبدي لا نهاية له. وأنه ليس بجشم مصور، ولا جؤهر مخدود مقدر، وأنه لا يمائل الأجسام لا في التقدير ولا في قبول الانقسام، بل لا يمائل مؤجودا ولا يمائله موجود ليس كمثله شيء ولا هو مثل شيء. وآنه لا يحده المقدار ولا تخويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه الأرضون ولا السموات. وأنه لا يحل في شيء ولا يحل فيه شيء، تعالى عن أن يحويه مكان كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان"(1).
وما ورد في القرآن الكريم من آيات متشابهة يتوهم منها الجاهل في اللغة العربية التجسيم والتشبيه في حق الله تعالى، فإنها تفسر وفق جمهور الأمة الإسلامية على قوانين اللغة ومجاز الاستعارة وغير ذلك من أفانين الكلام؛ وهذا مسلك التأويل الذي يقرره الإمام ابن الجوزي في كتابه هذا.
وقال بعض السلف: نؤمن بها ونقر كما نصث، ولا نعين تفسيرها، وهذا هو مسلك التفويض الذي نسبه علماء أهل الشنة لبعض علماء السلف.
(1) انظر: الغزالي، إحياء علوم الدين (108/1).
Page 17