347

Majālis fī tafsīr qawlihi taʿālā: Laqad manna llāhu ʿalā l-muʾminīn idh baʿatha fīhim rasūlan min anfusihim.

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Genres

وفي قول عكرمة وغيره: الرحمن برحمة واحدة -يعني في الدنيا- والرحيم بمائة رحمة -يعني في الآخرة- بشارة عظيمة للمؤمنين . وفي معناه قال شيخ الإسلام أبو زكريا النواوي رحمه الله: قال العلماء: لأنه إذا حصل للإنسان من رحمة واحدة في هذه الدار المبنية على الأكدار: الإسلام والقرآن والصلاة والرحمة في قلبه وغير ذلك مما أنعم الله تعالى به، فكيف الظن بمئة رحمة في الدار الآخرة، وهي دار القرار ودار الجزاء. والله أعلم. قاله في ((شرح صحيح مسلم)).

ولي أبيات في معناه، نختم بها ما أمليناه، وفيها من صناعة البديع المعلم، نوع يسمى (التزام ما لا يلزم) ويسمى أيضا (الإعنات) وهو: أن الناظم أو الناثر يعنت نفسه في التزام ردف أو دخيل أو حرف مخصوص قبل حرف الروي، فيصير بذلك للقوافي طلاوة، وللأسجاع حلاوة، وفي كتاب الله تعالى كثير من هذا النوع، كقوله عز وجل: {فأما اليتيم فلا تقهر. وأما السائل فلا تنهر} وكان قد أولع الناس بهذا النوع في أشعارهم، فنظم فيه أبو العلاء أحمد بن سليمان المعري ديوانا وقفت منه على مجلد لكن فيه بلايا من الاعتقاد الخبيث، نسأل الله السلامة والعافية.

والأبيات الموعود بإنشادها التزمت فيها حرف الفاء بعد حرف التأسيس الذي هو ألف ساكنة لا تختلف، وقبل حرف الروي المقدم على حرف الإطلاق الذي يكون به الوصل لمد الصوت والترنم، فقلت:

Page 403