(34)مجلس
وقال أبو الحسين، رحمه الله لجماعة حضروه: ذكر الله سبحانه في كتابه أن إبليس الملعون لما أدبر عن أمر ربه، استكبر عن السجود لله، من أجل ما أظهر في آدم من الآيات، خاف الملعون من ربه المعاجلة فقال: {أنظرني إلي يوم يبعثون} فقال تعالى: {إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم}، ثم قال: فما تقولون أنتم في هذا الخطاب كيف اتصل من الله عز وجل إلى إبليس؟ قال: فتحيرت تلك الجماعة الحاضرة. ثم قالوا: يا أبا الحسين، أفدنا أكرمك الله، وكيف كان وصول الخطاب من الله عز وجل إلى إبليس، قال لهم: نعم، وصل ذلك الخطاب على لسان آدم صلى الله عليه، لأنه قد كان بين محمد صلى الله عليه وبين فراعنة قريش من العداوة ما علمتم فلم يمنعه ذلك من إقامة الحجة عليهم، ولم ينظر في عداوتهم، وذلك حجة الله عز وجل في وقت مخاطبة/47/إبليس آدم صلى الله عليه، فلم يمنعه ما كان بينه وبين إبليس من العداوة أن يبلغه ما أمره الله عز وجل بإبلاغه.
Page 56